EN 
دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها الـ 129، وسط استمرار قوات الاحتلال لأساليب القتل والتدمير والتهجير واستهداف المرضى والأطفال والنساء بهمجية واضحة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصامد.
قصف إسرائيلي على رفح
فخلال الساعات الماضية قد ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني عدة مجازر وسط تركيز واضح وعنيف على مدينة رفح خاصة خلال ساعات الليل الأولى، حيث تعرض النازحون هناك لوابل من الصواريخ الإسرائيلية خلفت عشرات القتلى والمصابين.
ورغم التحذير الدولي من العملية العسكرية التي هدد الاحتلال الإسرائيلي بها في رفح الفلسطينية والتي تؤوي أكثر من مليون نازح، قصفت إسرائيل رفح الفلسطينية بأكثر من 50 غارة جوية على عدة مناطق مختلفة، بحسب ما أعلنته قناة القاهرة الإخبارية.
سقوط 100 شهيد
وسقط نتيجة القصف الإسرائيلي على رفح الفلسطينية أكثر من 100 شهيد ومئات المصابين والجرحى بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن مدينة مدينة رفح الفلسطينية تشهد غارات إسرائيلية عنيفة تتركز في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان.
ونقلت سيارات مدنية الشهداء والمصابين إلى المستشفى الكويتي في رفح الفلسطينية، وسط نزوح المئات إلى المستشفى هربًا من نيران الاحتلال الإسرائيلي.
كما استهدف الاحتلال بعض المساجد منها مسجدي الرحمة والهدى، وكانت المساجد أيضًا بها أعداد كبيرة من النازحين، إلى جانب أكثر من 14 منزلًا مأهولًا بالفلسطينيين.
مصر تحذر إسرائيل
وأطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي النيران الرشاشة على طول المناطق الحدودية لقطاع غزة، واستهدفت الطائرات الحربية محيط مقر جمعية الهلال الأحمر في وسط مدينة رفح الفلسطينية، بحسب القاهرة الإخبارية.
وتشير التقديرات إلى وجود نحو مليون و400 ألف فلسطيني في رفح جنوبي قطاع غزة بعد أن أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
وتواجه خطط إسرائيل لشن هجوم عسكري على رفح، معارضة شديدة من الدولة المصرية، التي حذرت من مخاطر وعواقب هذا الهجوم، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض الدعوات الإقليمية والدولية لوقف استهداف رفح.
نتنياهو مات سياسيا
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن استمرار الخطة الممنهجة التي تتبعها إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية باعتبار ان هذا الهدف هو الهدف الأسمى والتي ترغب حكومة نتنياهو في تحقيقه لكي تستمر هذه الحكومة الي أطول فترة ممكنه وحتى لا تخرج من الباب الضيق في إسرائيل لان احداث 7 أكتوبر اثرت وبشكل كبير بل وجعلت نتنياهو قد مات سياسيا.
معركة وجودية شخصية
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه المعركة هي معركة وجودية شخصية لـ نتنياهو حتى وان كان على حساب المنطقة او على حساب إسرائيل، فالعملية العسكرية في رفح ستودي الي احداث موجه من التوترات الكبيرة في المنطقة باعتبار ان قيام مثل هذه العملية سيؤثر على الامن القومي المصري وهو الامر الذي لن تسمح به مصر.
تهديد لمعاهدة السلام
وتابع: وكان هناك أمس تصريحات خطيرة للدولة المصرية اكدت على انه إذا قامت إسرائيل بمثل هذا الاجتياح سيمثل تهديد لمعاهدة السلام بين الطرفين وسيؤدي الي تعليق العمل بهذه المعاهدة.
ارتباك المنطقة
وواصل: وبالتالي اتخاذ إسرائيل الكثير من الإجراءات أحادية الجانب جعل المشهد يتعقد ويرتبك في المنطقة ويمكن الأمور تخرج عن السيطرة ونشهد وضع جديد في المنطقة نتيجة تحركات حكومة اليمين المتطرف التي ترغب في البقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة.
مفاوضات مصر ستنجح
ومن جانبه، قال الدكتور ماهر صافي، الباحث السياسي الفلسطيني، إن شن هجوم على رفح الليلة الماضية التي بها مليون ونص نازح ومنطقة مكتظة بالنازحين قد يؤدي لارتكاب مجازر كبيرة جدا تفوق ما ارتكبه المحتل خلال العدوان علي القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح صافي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن عشرات الغارات التي كانت أكثر كثافة مما كانت عليه في الأيام الأخيرة، وهو ما أدى الى عشرات الشهداء ومئات من الجرحى ونزوح آلاف من النازحين إلى المستشفيات المجاورة هربا من القصف.
وواصل: وما يقوم به رئيس الوزراء نتنياهو هو توريط للجيش الإسرائيلي وللحكومة وهو لا يريد إنهاء الحرب لأنه يعلم ان مستقبله السياسي متوقف على نتائج الحرب وخصوصا انه حدد أهداف عده منها القضاء علي حماس وتحرير الاسرى بالقوة وهو الذي لم يتحقق إلا بالمفاوضات التي تجرى في القاهرة غدا والتي سيكتب لها النجاح نظرا للضغوط المصرية والقطرية والدولية.
تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلومتر مربع، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.
ويقع المعبر الحدودي الوحيد بين القطاع ومصر في مدينة رفح، والذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر.
ارتفاع عدد القتلى في غزة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، إن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفع إلى 28340.
وقالت وزارة الصحة إن الجيش الإسرائيلي، ارتكب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 19 مجزرة راح ضحيتها 164 قتيلا و200 جريحا.
وأشارت إلى أنه بهذا، يرتفع عدد الضحايا جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع إلى 28340 قتيلا و67984 مصابا، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة إنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وكان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة قال اليوم إن "67 شهيداً وصلوا المستشفيات نتيجة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بمدينة رفح وما زالت عملية انتشال الجثامين مستمرة".
يأتي هذا فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه "لا مكان آمنا في غزة وعمليات التهجير القسري دفعت الناس إلى رفح وهم محاصرون وليست لديهم خيارات".
