الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انحسار المحيط وغربلة جبل طارق.. دراسة مثيرة للجدل عن حلقة النار الأطلسية

صدى البلد

انحسار المحيط.. هذه الجملة لم تعد خيالا بعد الآن، إذ أشارت دراسة جديدة عن توقعات تتضمن دخول المحيط الأطلسي في مرحلة جفاف وانحسار، وفقًا لنتائج أبحاث قام بها علماء من جامعة لشبونة.

ووفقا لمجلة “فيزيكس” العلمية، تشير دراسة جديدة إلى أن المحيط الأطلسي قد يدخل قريبًا في مرحلة الانحسار، ويعتبر مضيق جبل طارق حاجزًا فيزيائيًا طبيعيًا بين إسبانيا والمغرب.

دراسة عن انحسار المحيط الأطلسي 

ومن الناحية الجيولوجية، يقع المضيق الذي يفصل الدولتين، وأوروبا وأفريقيا، في المكان الذي يتلاقى فيه صفيحتي الأوراسية والأفريقية. 

وتوضح الدراسة أن منطقة الغربلة التحتية حالياً تحت المضيق ستتوسع داخل المحيط الأطلسي وتساهم في تشكيل نظام الغربلة التحتية الأطلسي، الذي يمثل "حلقة النار الأطلسية". 

ومن المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل الجيولوجي البعيد، أي بعد حوالي 20 مليون سنة.

وتشير الدراسة إلى أنه لكي يتوقف نمو محيط مثل المحيط الأطلسي ويبدأ في الانحسار، يجب أن تتشكل مناطق غربلة تحتية جديدة، وهي الأماكن التي تغوص فيها صفيحة تكتونية تحت أخرى. 

حلقة النار الأطلسية

وتتطلب مناطق الغربلة تكسير وانحناء الصفائح، التي تكون قوية جدًا  ولكن يمكن لمناطق الغربلة أن تنتقل من المحيط الذي يموت فيه تلك المناطق وتغزو المحياة البحرية في المحيطات الجديدة، مثل المحيط الأطلسي. وقد أطلق على هذه العملية اسم "غزو الغربلة التحتية".

وأوضحت الدراسة لأول مرة كيف يمكن أن يحدث هذا الغزو المباشر وتوقعت النماذج الثلاثية الأبعاد التي تعتمد على الجاذبية أن منطقة الغربلة التحتية التي تقع حالياً تحت مضيق جبل طارق ستنتشر بشكل أكبر في المحيط الأطلسي وتساهم في تشكيل نظام الغربلة التحتية الأطلسي، أو ما يعرف بـ "حلقة النار الأطلسية"، وذلك بمثابة تشابه مع الهيكل الموجود بالفعل في المحيط الهادئ. 

ومن المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل الجيولوجي البعيد، ولكن ليس قبل مرور حوالي 20 مليون سنة.

غربلة جبل طارق

تشير الدراسة إلى أن منطقة غربلة تحتية جبل طارق، التي يُعتقد أنها غير نشطة حاليًا نسبيًا، ستظل في مرحلة الانخفاض البطيء لمدة 20 مليون سنة أخرى، ثم ستغزو المحيط الأطلسي وتسرع في عملية إعادة تدوير القشرة على الجانب الشرقي للمحيط الأطلسي، وقد تكون هذه البداية لبدء عملية إغلاق المحيط الأطلسي نفسه.

وأضافت الدراسة  أن هناك نظامي غربلة تحتية آخرين على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وهما قوس الأنتيل الأقل والقوس السكوتي، بالقرب من القارة القطبية الجنوبية ومع ذلك، فإن هذه المناطق غزت المحيط الأطلسي قبل عدة ملايين من السنين. وتعتبر دراسة جبل طارق فرصة قيمة لمراقبة العملية في مراحلها المبكرة عندما تحدث.

وتأتي أهمية اكتشاف أن منطقة غربلة تحتية جبل طارق لا تزال نشطة حاليًا أيضًا من ناحية النشاط الزلزالي في المنطقة. فمن المعروف أن مناطق الغربلة تنتج أقوى الزلازل على وجه الأرض. وتتطلب الأحداث مثل زلزال لشبونة الكبير الذي وقع في عام 1755.