الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال قرين يكتب: مصداقية مصر وكذب إسرائيل

جمال قرين
جمال قرين

 عبر تاريخها الدموى الطويل منذ احتلالها أرض فلسطين العربية  1948وحتى اليوم تعتمد إسرائيل على اتباع سياسة الكذب والخداع فى صراعها التاريخى مع العرب والفلسطينيين , بغرض تزييف الحقائق والتعتيم على جرائمها وإرهابها المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل, لمحاولة تصفية القضية والتهام أرضهم وسلب حقوقهم,  لم تستطع أن تفعل هذا مع مصر سوى 6سنوات فقط بعد نكسة 1967, والتي لقنتها درسا قاسيا بعد ذلك فى السادس من أكتوبر 1973, إذن إسرائيل لاتفهم إلا لغة القوة, وحتى يتحقق للمقاومة النصر الكامل على جيش الاحتلال المدعوم من واشنطن دائما,  لابد من الاستعداد الجيد وحساب  الأمور بشكل دقيق عند اتخاذ قرار المواجهة مع هذا الكيان الإرهابي المسلح بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة

إن ما فعلته حماس فى 7أكتوبر 2023 وإن كان يبدو للبعض انتصارا كبيرا لحماس فرع الإخوان العسكرى فى غزة بالإضافة لحركة الجهاد الإسلامي اللذان يمثلان المقاومة فى قطاع غزة, وإعجاب الجماهير العربية والإسلامية بهذا الانتصار المؤقت , إلا أن المذابح الجماعية التى تعرض لها أهالينا الغلابة فى غزة كانت تفرض على حماس والجهاد أن تفكر في إمكانية حدوثها قبل أن تهاجم إسرائيل فى السابع من أكتوبر,  لكن غاب على حماس والجهاد أن إسرائيل بتاريخها الدموى النازى لن تسكت وستدمر الأخضر واليابس فى قطاع غزة الٱمن إلى حد ما, وقد حدث ما توقعه الكثير من المحللين والسياسيين فى العالم , وحذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى ,

والٱن لعلكم تشاهدون حجم الدمار والخراب الذى تعرضت له غزة على يد جيش الاحتلال  النازى بمساندة أمريكية غربية سافرة,حيث تم تدمير بنيتها الأساسية بالكامل من شبكات كهرباء وغاز ومياه, لأن العدو بفتقد لأى مبادىء أو أخلاق ، وتشير الإحصائيات أنه قتل حتى الٱن من المواطنين الأبرياء فى القطاع أكثر من 29ألف مواطن معظمهم من الأطفال والنساء , بالإضافة إلى إصابة أكثر من 66ألف فلسطينى , إذن حماس لم تذاكر تداعيات هجومها على غلاف غزة  بشكل عقلانى كما فعلت مصر من قبل, لأن السادات العظيم حينما دخل الحرب لم يكن بحسبانه أنه سيحرر كافة التراب الوطنى أثناء المعركة ولكن الهدف كان تحريك القضية وتقوية موقف مصر  على مائدة المفاوضات مع إسرائيل بهدف استرداد سيناء وكان فى عقله أمريكا أيضا المساندة طول الوقت لإسرائيل , لذلك أحمل حماس مسئولية ماجرى لسكان غزة العزل وإسرائيل طبعا لأنها الكيان الإرهابي المغتصب للأرض, وأنه بقتل عشرات الٱلاف من المدنيين تخالف كل القوانين والأعراف الدولية ,  وعلى مرأى ومسمع من العالم الذى معظمه يسير فى فلك أمريكا وإسرائيل .

وقد حذرت مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى  من محاولات توسيع دائرة العنف وأنها لن تقبل بترحيل أهالى غزة إلى سيناء مهما كان الثمن, ولن تقبل بأى ضغوط خارجية فى هذا الشأن , وأن  لديها من القوة والإرادة الصلبة ما يكفيها للدفاع عن أرضها وحدودها, خاصة الحدود المتاخمة لقطاع غزة وهى 14كيلومتر تقريبا ,  وأنها فندت كل الأكاذيب التى تروح لها إسرائيل ونتنياهو التى تدعى فيها, أن مصر  أقامت منطقة عازلة بين رفح الفلسطينية والحدود المصرية مزودة بآلاف الوحدات السكنية لتوطين أهالى غزة النازحين بسبب التهجير القسرى الذى تهدف إليه إسرائيل, حتى تفرغ غزة من السكان تماما وتصدر المشكلة لمصر, ومحاولاتها الخبيثة  كذبا وتضليلا أن القاهرة هى من تعطل توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة, برغم تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسى المستمرة لقادة العالم, أن مصر لم ولن تفعل ذلك أبدا وتترك الأشقاء فى غزة يموتون من الجوع والعطش .

 إذن مصر منذ بداية الحرب كان تحذر دائما من مغبة ماسيحدث, لكنها لم تمنع على الإطلاق وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة , وإسرائيل هى من عطلت دخول المساعدات حينما كانت تضرب باستمرار معبر رفح من الناحية الفلسطينية وتتبع طريقة جهنمية فى تفتيش الشاحنات تؤدى إلى تعثرها وبطء وصول هذه المساعدات ودخولها إلى غزة , إن مصر التى تمتلك أقوى جيش فى المنطقة يتحلى بالرشد دائما  قادرة على حماية حدودها وأمنها القومى شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بما فيها الشريط الحدودى بين غزة وكذلك محور فلادليفيا ,حتى لو أدى ذلك لتعليق اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين منذ 1978 

*ومن الكذب و التضليل اليومى الذى تمارسه إسرائيل أنها تدعى أن مصر هى من دعمت المقاومة وسربت لها السلاح من خلال محور فلادليفيا وتحملها مسئولية ماحدث لها فى 7أكتوبر , أى بجاحة وأى وقاحة ترتكبها إسرائيل تجاه القاهرة ؟!

وحسنا ما فعله الرئيس السيسي عندما امتنع عن الرد على تليفون نتنياهو وهذا ما أثلج صدور المصريين , واللافت للنظر أن الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية بالخارج تروج نفس الأكاذيب الإسرائيلية وكله كدب ×كدب , لأنه لا أحد يستطيع المزايدة على موقف مصر الثابت مما يحدث فى غزة منذ بدء العدوان, وأن القاهرة لم تدر ظهرها أبدا للإخوة الفلسطينيين رغم ما فعلته حماس التى  لم تقدر النتائج المترتبة على هجوم السابع من أكتوبر 2023 بالإضافة لخوضها الحرب ضد إسرائيل بالوكالة باعتبارها ذراع إيران فى غزة, وكما تفعل بقية الأذرع الموالية لطهران المنتشرة فى كل من العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان , ناهيك ان تاريخ نشأة حركة حماس فى غزة يؤكد أنها صناعة إسرائيلية 100٪ وأنها منذ أن استولت على حكم غزة, لم تجلب للقطاع سوى الخراب والدمار..
الخلاصة أن مواقف مصر التاريخية والحالية بقيادة السيسي تؤكد مصداقية مصر وكذب إسرائيل.