الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إزدواجية للمعايير وتأثيرات عابرة للقارات..

تحليل إخباري.. حرب غزة تلقي بظلالها علي الذكري الثانية للأزمة الروسية الأوكرانية

صدى البلد

مع حلول الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، يستمر المشهد الجيوسياسي في التطور، متأثرا بعدد لا يحصى من العوامل التي تتراوح بين صراعات القوى الإقليمية إلى المناورات الدبلوماسية العالمية. ومع ذلك، وفي خضم الاضطرابات المستمرة في أوروبا الشرقية، مارست حرب آخري، رغم أنها بعيدة جغرافيا، تأثيرها الكبير على ديناميكيات الحرب الأوكرانية. ترددت أصداء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي عبر القارات، مما أثر على الحرب الأوكرانية في العديد من الجوانب الحاسمة.

أولاً، أدى العدوان الإسرائيلي علي غزة إلى تعطيل تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا. وسلطت التقارير الأخيرة الضوء على النداءات العاجلة والمناشدات التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على الدعم العسكري. ومع ذلك، فإن استجابة الحلفاء الغربيين التقليديين كانت فاترة، واتسمت بالتردد والحذر. 

ثانياً، من المحتمل أن يكون العدوان الإسرائيلي قد عزز ثقة روسيا في ساحة المعركة. وأصبح خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر جرأة، مع تردد أصداء التعهدات بالنصر الوشيك في مختلف أنحاء الكرملين

ثالثاً، أدت المعايير المزدوجة التي أبرزتها التقارير الإعلامية، مثل ما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن المعاملة المتباينة للحروب، إلى تفاقم التوترات القائمة. إن التناقض الصارخ بين الإدانة العالمية للتصرفات الروسية في أوكرانيا والرد الصامت على العدوان الإسرائيلي في غزة يسلط الضوء على التناقضات في العلاقات الدولية وإزدواجية المعايير. 

وأكدت واشنطن بوست أن التورط الغربي المُحسوس في مُعاناة الفلسطينيين يعتبر عائقًا أمام دبلوماسية الولايات المتحدة. ففي خلال الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين، تلقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شكاوى من نظرائه بخصوص أحدث فيتو أمريكي في مجلس الأمن لدعوات وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وتمثل عزلة الولايات المتحدة الظاهرة في هذه القضية تناقضًا لقمة مجموعة العشرين في الهند العام الماضي، حيث نجحت إدارة جو بايدن في الحصول على إدانة واسعة النطاق للعملية الروسية في أوكرانيا.

وقال ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية التابعة للأمم المتحدة: "حقيقة أن الولايات المتحدة تستخدم حق النقض بشكل متكرر في المجلس تجعل من الصعب انتقاد حق النقض الذي تستخدمه روسيا".

 وبينما تزعم الولايات المتحدة أن المجلس يجب أن يتجنب التصويت على غزة حتى يجد الإجماع، فإن الولايات المتحدة لم تشعر قط بأي تأنيب ضمير بشأن إجبار روسيا على استخدام حق النقض بشأن أوكرانيا. إذا سُمح للولايات المتحدة بإجبار روسيا على استخدام حق النقض، فإن الدول الأخرى ستفعل الشيء نفسه مع الولايات المتحدة بشأن غزة”. وأضاف جوان أن الروس يشعرون بوجود فرصة واضحة للإشارة إلى نفاق الولايات المتحدة. ويُعَد "النظام القائم على القواعد" مفهوما عزيزا على الزعماء الغربيين، وخاصة بايدن، ويستشهدون به باستمرار عندما يحددون مواقفهم بشأن الشؤون العالمية. وقد يرون في أوكرانيا دفاعاً عن "النظام القائم على القواعد" ضد الوحشية الروسية، ولكن في الكارثة المستمرة في غزة، من السهل أيضاً رؤية انهيار ذلك النظام، بحسب واشنطن بوست.

علاوة على ذلك، أصبح ضعف التحالف الأوروبي والأمريكي واضحا بشكل متزايد وسط تكهنات تحيط بالولاية الثانية المحتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأثار عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة ترامب، إلى جانب تقارب الرئيس الواضح مع بوتين، مخاوف بين الحلفاء الأوروبيين.