الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين كلمة السر.. الولايات المتحدة لديها دوافع خفية وراء حظر تيك توك

لماذا تريد الولايات
لماذا تريد الولايات المتحدة حظر تيك توك؟

يحظي تطبيق الفيديو تيك توك TikTok، بشعبية كبيرة بين المستخدمين الصغار من الشباب حول العالم، ومع النمو السريع للتطبيق فقد واجه التطبيق الصيني العديد من قرارات الحظر في عدة دول، والآن، تعمل الولايات المتحدة على مشروع قانون قد يمنع الملايين من مواطنيها من الوصول إلى المنصة واستخدامها.

وفي السنوات الأخيرة، برز "تيك توك" الذي يضم أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي، باعتباره جزءا أساسيا من حياة المستخدمين الشباب الصغار بالولايات المتحدة، مما ساهم في تشكيل الثقافة الشعبية، وتعزيز نمو الاقتصاد المؤثر وتحدي بعض أكبر الشركات في البلاد، مثل "ميتا" و"جوجل".

 

 

لذلك يواجه التطبيق الذي تم إطلاقه لأول مرة في عام 2016، مشاكل عديدة لسنوات مما يثير تساؤلات كثيرة حول أمن بيانات المستخدمين، وعلاقة الشركة الصينية المالكة للمنصة بالحكومة في بكين.

وفي الوقت الحالي، يناقش السياسيون الأمريكيون تشريعا جديدا من شأنه أن يجبر شركة "بايت دانس" على بيع أو فصل استثماراتها من أعمال التطبيق في الولايات المتحدة، لتجنب حظر "تيك توك" بالبلاد.

لماذا تريد الولايات المتحدة حظر تيك توك؟

ترجع شعبية تيك توك المتزايدة، في أنه تطبيق يستخدم لإنشاء مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو القصيرة، ويسمح للأشخاص بمشاركة أنواع مختلفة من المحتوي يشاهدها ويتفاعل معاها مئات الملايين من المستخدمين حول العالم.

ولكن ليس هذا هو السبب الرئيسي وراء رغبة حكومة الولايات المتحدة في حظر التطبيق الصيني، مثل العديد من تطبيقات الوسائط الاجتماعية الأخرى والتي من بينها منصات مملوكة لشركات أمريكية، يجمع "تيك توك" بيانات مستخدميه، مما جعله يواجه تدقيقا في السابق، بشأن مقدار ما يجمعه من بيانات والطريقة التي يعالج بها هذه البيانات ومن يمكنه الوصول إليه.

لذلك، يشعر السياسيون والمنظمون في جميع أنحاء العالم بالقلق بشأن مالكي "تيك توك" الصينيين، على الرغم من محاولات شركة "بايت دانس" المتكررة لإقناعهم بأن التطبيق ليس على صلة بالحكومة الصينية، وأن بيانات المستخدمين التي قامت بجمعها من مستخدمي التطبيق محفوظة على خوادم الشركة بشكل آمن.

ما هي الأسباب الخفية وراء رغبة الولايات المتحدة حظر تيك توك؟

يخشي المشرعون أن تقع المعلومات في أيدي المسؤولين الصينيين، حيث لدي البعض منهم مخاوف بشأن المخاطر التي يمكن أن تشكلها مالكة منصة الفيديوهات القصيرة "بايت دانس" على البيانات الحساسة للأمريكيين والأمن القومي للبلاد.

بعد أن اتهمتها الحكومة الأمريكية، بالتجسس على أسرار الدولة لصالح الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وأنها تستخدم "تيك توك" كـ أداة لجمع المعلومات حول 150 مليون شخص وهو عدد مستخدمي التطبيق بالبلاد، وفي حال وقعت هذه المعلومات في إيدي الصين قد تستخدمها بشكل يضر بالأمن القومي للولايات المتحدة.

وفي مارس 2024،  قدم المسئولين الأمريكيون من كلا الحزبين الرئيسيين بالدولة، مشروع قانون جديد للتعامل مع الشركات التي يملكها "خصم أجنبي"، وإذا نجحت في سن هذا التشريع، فسوف يتطلب الأمر من "بايت دانس" بيع تيك توك في غضون 6 أشهر، أو مواجهة حظر من متاجر التطبيقات الأمريكية ومنصات استضافة الويب.

ويعتزم الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" التوقيع على مشروع التشريع الجديد ليصبح قانونا إذا وصل إلى مكتبه بعد إقراره في الكونجرس، كما سبق أن حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حظر التطبيق خلال فترة ولايته عام 2020، لكنه فشل.

والآن، ينتقد ترامب الذي يأمل أن يكون رئيس الولايات المتحدة لعام 2024، مشروع القانون الجديد المطروح حاليا في الكونجرس، قائلا إن حظر "تيك توك" سيفيد فيسبوك بشكل غير عادل.

الولايات المتحدة حظر تيك توك

عرقلة تقدم الصين في مجال التكنولوجيا

قد يكون لدي الولايات المتحدة، أسباب خفية آخرى لحظر “تيك توك”، يتمثل في خوفها من تتمكن الصين من السيطرة على شبكة الإنترنت، باستخدام تطبيقاتها التي تحظي بانتشار واسع وإقبالا كبيرا من الملايين من المستخدمين مثل تيك توك، نظرا لمحتوها المميز وأدوات تلك التطبيقات المتطورة، حيث ترغب أمريكا في أن تظل مهيمنة على الفضاء الألكتروني عالميا دون منافس، وذلك بفضل تطبيقاتها الأكثر شهرة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها الكثير.

وكما يعد “تيك توك” من أحدث قضايا الخلافات بين الدولتين، حيث أن لدي الولايات المتحدة والصين ملحمة طويلة من المعارك في مجال التكنولوجيا، تتزامن مع الحظر المفروض على الشركة الصينية هواوي خلال عام 2019، بذريعة أنها تهدد الأمن القومي للبلاد، بعد أن أعربت الحكومة عن مخاوفها من استغلال الصين لأعمال هذه الشركات للتجسس على المواطنين الأمريكين.

ولكن في الحقيقة، كان سبب حظر هواوي مماثل لما يحدث حاليا مع تيك توك، وهو أن هواتف الشركة الصينية تحقق شعبية كبيرة أيضا، مما يجعلها تتفوق على أجهزة شركة آبل الأمريكية، وهو ما حدث بالفعل خلال العام الماضي، بعد أن اكتسح أحدث هواتف هواوي مبيعات السوق الصينية متفوقا على هواتف آبل، وتحقق هواتف هواوي انتشار واسعا في سوق الهواتف الذكية، نظرا لأنها أجهزة متطورة تجلب أحدث المزايا بسعر أرخص بكثير من آيفون.

كما أجبرت واشنطن بعض الدول الأخرى من وقف التعاون مع هواوي بالنسبة لتقنية 5G، إلى جانب فرض قيود على شركات تصنيع أشباه المواصلات الصينية، لضمان عدم استمرار تقدمها في مجال أشباه الموصلات، والدليل على ذلك هو الخطوة التي اتخذتها الحكومة الأمريكية التي تهدف إلى تعزيز إنتاج أشباه الموصلات بشكل كبير في الولايات المتحدة، من خلال منح شركة TSMC التايوانية، منحة فيدرالية كبيرة تتجاوز 5 مليارات دولار، لإنشاء منصع متطور لصناعة الرقائق في ولاية أريزونا الأمريكية.