الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تكبيرات عيد الفطر.. اعرف وقتها وفضلها وعددها وأفضل صيغة أوصى بها النبي

 تكبيرات عيد الفطر
تكبيرات عيد الفطر

 لاشك أن  تكبيرات عيد الفطر  ، تعد من أهم مظاهر وشعائر العيد عند المسلمين ، ورغم أن تكبيرات عيد الفطر  تعد من السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه  لا يمكن أن يمر عيد دونها بها يكتمل العيد ، ومع ذلك يظل السؤال عن تكبيرات عيد الفطر مطروحًا أيًا كان جانبه سواء وقتها أو صيغتها أو عددها وما نحوها من الأحكام المتعلقة بها ، وذلك لأن سُنة تكبيرات عيد الفطر تحمل من الخير الكثير ، طالما أوصانا بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يزال في تكبيرات عيد الفطر أسرار لم تُكشف بعد ، فعادة ما تشغل صيغة تكبيرات عيد الفطر أذهان المسلمين ، ورغم أن المساجد تصدح بتكبيرات العيد إلا أن هناك من يستهينون بهذه السُنة النبوية الشريفة، رغم حث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - على إحياء سنة تكبيرات عيد الفطر المبارك، الذي نعيش أول أيامه الآن. 

 تكبيرات عيد الفطر 

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن التَّكبير يعني التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص.

 وأوضحت «الإفتاء» أنه لذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد.

و يُعد التكبير من شعائر الإسلام التي يُندب فعلها، وقد حثّ الله -تعالى- على فعله في آيات كثيرة في كتابه؛ كقوله: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ»، وقوله -تعالى-: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»، ويُعرف التكبير بأنه تعظيم الله -تعالى- بتكبيره، وعبادته، وروي عن علي وعُمر وابن مسعود -رضي الله عنهم- أن صيغة التكبير تكون بقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر ولله الحمد".

صيغة تكبيرات عيد الفطر

قالت دار الإفتاء المصرية، إن لم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السُنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».

وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما أفضل صيغة من تكبيرات عيد الفطر   ؟»، أن الأمر في صيغة التكبير على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ» الآية 185 من سورة البقرة، والْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.

وأضافت عن تكبيرات عيد الفطر ، أن المصريُّين درجوا من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون.

وتابعت: اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهي صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: «وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه».

تكبيرات عيد الفطر في مصر

وشددت على أن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن تكبيرات عيد الفطر في مصر وجهت رسالة للمُشككين قائلة: إن من ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، مضيفة: «ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهي من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه».

 وقت تكبيرات عيد الفطر 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن ترديد تكبيرات العيد يُستحب أن تبدأ بغروب شمس ليلة الأول من شوال، وتستمر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين، لمن لم يُصل مع الإمام. 

وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «متى تبدأ تكبيرات العيد؟»، أنه يُندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارًا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.

وأضافت أن التَّكبير يعني التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص، ولذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد.

 عدد تكبيرات عيد الفطر

 ورد أن عدد تكبيرات صلاة العيد تعدّدت آراء الفقهاء في عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر على ثلاثة أقوال، وهي : عدد التكبيرات عند الحنفية قالوا إنّ التكبير في صلاة العيد في الركعة الأولى يكون ثلاث تكبيرات يؤديّها المصلي بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح، ويستحبّ له أن يقرأ بعد الفاتحة بسورة الغاشية، وبالتالي فإنّ عدد التكبيرات الزوائد في كلا الركعتين ستّ تكبيرات. 

وورد أن عدد التكبيرات عند الشافعية قالوا إنّ عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى هي سبع تكبيرات يُؤديها المصلي بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح، رافعاً يديه إلى محاذاة كتفيه عند كل تكبيرة، ويفصل بين كل تكبيرة وأخرى زمناً يسيراً كزمن قراءة آية معتدلة، ويُسَنّ للمسلم أن يقول في زمن الفصل بين التكبيرات: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، ثم يتعوّذ ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، ويؤدّي الركعة الثانية كما يؤدّي الركعة الأولى إلّا أنّه يكبّر خمس تكبيرات سوى تكبيرة الانتقال قبل البدء بالقراءة.

أما عن عدد التكبيرات عند المالكية والحنابلة قالوا إنّ عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى ستة يؤدّيها المصلّي بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح وقبل القراءة، ويؤدّي الركعة الثانية كما الأولى لكنّه يكبر خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام من السجود، وتعتبر كل تكبيرة من هذه التكبيرات سنة، ويرفع المصلي يديه مع كل واحدة منها قائلاً: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، وصلوات الله على محمد النبي وآله وسلّم تسليماً كثيرا".

فضل تكبيرات عيد الفطر 

 تتمثّل الحكمة من تكبيرات عيد الفطر أو التكبير  عامة في العيدين بالمقصود من ذكر الله -سبحانه- وتكبيره، وهو إحياء عظمة الله -عزّ وجلّ- وكبريائه في القلوب، حتى تتوجّه جميعها إليه وحده -سبحانه-، وبذلك تُقبل على طاعته، وتحبّه، وتتوكّل عليه دون سواه، فهو الكبير الذي لا يوجد أكبر منه، وهو الملك الذي كل من سواه عبيدٌ له، وإذا عرف العبد تلك المعاني، أقبل على الله عزّ وجلّ، وامتثل أوامره، واجتنب ما نهى عنه، ولهج لسانه أكثر بالحمد والذكر والتكبير، وتحرّكت جوارحه لعبادته بالتعظيم والمحبة والانكسار.

ورد أن  تكرار التكبير في المواطن التي شرعها الله -تعالى- فيها كالعيدين؛ له أثرٌ وفضلٌ إيمانيٌّ كبيرٌ في نفس المسلم وحياته، يُجدّد بصاحبه عهد الإيمان، ويُقوّي ميثاقه الغليظ، كما يزيد ارتباطه بربه العليّ الكبير، وبالتكبير تطمئنّ نفس الإنسان عند اضطرابها، ويسكن قلبه عند حيرته، وتنام عينه إذا سهرت وجفاها النوم، فإذا حرص الإنسان على التكبير في الأوقات المشروع فيها؛ كان لذلك أثرٌ طيّبٌ على صلته بالله -سبحانه-، وخضوعه لعظمته وجلاله.

حكم تكبيرات عيد الفطر 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن التكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، فقال الله  سبحانه وتعالى في آيات الحج: «وَٱذۡكُرُواْٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖ» الآية 203 من سورة البقرة، وقال أيضًا: «لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ» الآية 28 من سورة الحج، وقال تعالى: «كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ»الآية 37 من سورة الحج، وحُمِل الذكر والتكبير في الآيات السابقة على ما يكون في عيد الأضحى.

وقد  شرع الله -تعالى- التكبير لِحَكَمٍ كثيرة، ومنها ما يأتي: توحيد وإخلاص العبادة لله -تعالى-، والخُضوع له بالطاعة، قال -تعالى-: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»، تعظيم الله -تعالى-؛ فمعنى كلمة الله أكبر أيّ أنّه أكبر وأعظم وأجل من كُل شيء، مما يُشعر الإنسان بعظمة الله -تعالى- في قلبه في جميع أحواله، بحيث يذلّ ويخضع ويتواضع لخالقه، تخصيص الذبح باسم الله -تعالى- منافاة لفعل المشركين قديماً؛ فقد قال الخطابي: إنّ الناس في الجاهلية كانوا يذبحون لآلهتهم في أيام عيد الأضحى.