الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهى عصر الفرنكوفونية بغرب إفريقيا.. هكذا تحولت النيجر ومالي وبوركينا فاسو لجيب روسي| الـCNN تعترف: هزيمة لأمريكا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعترفت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير لها، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها في منطقة غرب إفريقيا تعرضوا لهزيمة كبرى على يد روسيا وميلشياتها العسكرية، وقد رصد تقريرها التحركات الروسية داخل الدول الثلاث، والتي انقلبت في 2023، على المستعمر القديم لها، والتخلص من فرنسا، وقواتها، وتحولت من دول فرنكوفونية، لتصبح جيب خاص للدب الروسي.

ويكشف تقرير الشبكة الأمريكية، أن التحركات الروسية بالدعم العسكري لجيوش الدول الثلاثة، جاء رغم تحركات واتفاقات أمريكية، نشرت بموجبها واشنطن عددا من المراقبين داخل تلك الدول، وهي الإجراءات التي أوقفت التحركات الدولية ضد الانقلابات العسكرية التي حدثت خلال العام الماضي، وكان بمثابة إعلان نجاح كبير للانقلابات التي أطاحت بالرؤساء الموالين لفرنسا.

 

معدات عسكرية إلى النيجر

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد سلمت روسيا معدات عسكرية إلى النيجر، إذ ستزود الدولة الإفريقية بأحدث جيل من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون النيجيرية الرسمية "آر تي إن" في بيان رسمي صادر عنها، وأضافت شبكة RTN أن المعدات وصلت إلى نيامي يوم الأربعاء الماضي، مع 100 مدرب عسكري روسي سيقومون بتثبيت النظام وتدريب الجنود النيجيريين على استخدامه.

 

وذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية الرسمية في وقت مبكر من يوم الجمعة أن مدربين عسكريين روس وصلوا إلى النيجر لتدريب القوات المحلية على الحرب ضد الإرهاب، وأفاد مراسل وكالة ريا نوفوستي من مكان الحادث أن "هذا يعني أن روسيا تعود إلى أفريقيا"، مضيفًا أن قوات الناتو وصلت أيضًا إلى نيامي للحاق برحلة نقل إلى أغاديز حيث "يتواجد الآن حوالي 1100 جندي أمريكي".

 

 

وجاء وصول المدربين الروس في أعقاب محادثة هاتفية جرت مؤخراً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرال النيجيري عبد الرحمن تياني في 26 مارس، حيث ناقش الزعيمان "ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب"، ومنذ الاستيلاء على السلطة في انقلاب العام الماضي، عزز المجلس العسكري في النيجر علاقاته العسكرية مع روسيا بينما ابتعد عن الولايات المتحدة وفرنسا.

 

 

التحرك الروسي بعد الاتفاق مع واشنطن 

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد جاء التحرك الروسي بعد اتفاق مع واشنطن، ففي الشهر الماضي، قال المجلس العسكري إنه أنهى اتفاقا مع الولايات المتحدة يسمح لأفراد عسكريين ومدنيين من وزارة الدفاع الأمريكية بالعمل في النيجر، وسحبت فرنسا، الحاكم الاستعماري السابق للنيجر، قواتها من الدولة الإفريقية في نهاية عام 2023.

 

كما لجأت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان لسيطرة المجلس العسكري في النيجر إلى روسيا للحصول على الدعم العسكري، مما يعمق المخاوف الغربية بشأن نفوذ روسيا المتزايد في منطقة الساحل المضطربة في أفريقيا والتي شهدت موجة من الانقلابات والمتمردين الإسلاميين لسنوات.

 

"التفوق على الولايات المتحدة"

 

وتعليقا على تلك الأحداث، يقول المحلل السياسي مامادو ثيور إن المستعمرات الفرنسية السابقة في منطقة الساحل تعيد النظر في استراتيجياتها العسكرية، وأضاف لشبكة CNN: "ما نشهده مع مالي وبوركينا فاسو والآن النيجر هو تجديد في استراتيجيتهم العسكرية لأنهم لم يعودوا يريدون وجود جيوش غربية على أراضيهم".

 

ويضيف المحلل السياسي: "تحاول روسيا إظهار قدرتها على التفوق على الولايات المتحدة في أفريقيا، ويرى الروس الدول التي تمر بأزمة، ويأتون للمساعدة، وبمجرد الانتهاء من ذلك، يكون لديهم معقل هناك ويحاولون أن يكون لديهم قاعدة ويحاولون إخراج القوات السابقة، سواء كانت القوات الأمريكية أو الأوروبية أو حتى تلك التي تقع تحت راية الأمم المتحدة".

 

فاجنر ذات سطوة 

 

 

ورغم ما أعلنته النيجر عقب إنهاء الاتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة، إذ وصفتها بأنها "ظالمة للغاية"، إلا أنه يتواجد المئات من مقاولي فاغنر، وهي مجموعة عسكرية روسية خاصة، في مالي ، بدعوة من المجلس العسكري في البلاد، للمساعدة في قتالها ضد المتمردين، وفي وقت سابق من هذا العام، وصلت مجموعة من الجنود الروس إلى بوركينا فاسو بعد أشهر من قيام الدولة التي يقودها المجلس العسكري بطرد القوات الفرنسية من أراضيها، وقد كان مرتزقة فاغنر قد عملوا سابقًا في جمهورية إفريقيا الوسطى (مستعمرة فرنسية سابقة أخرى) منذ عام 2018 على الأقل، حيث قاموا بتدريب الجيش المحلي ومحاربة المتمردين في الصراع المدني في البلاد.

 

ويقول المستشار الأمني ​​مامادو أدجي لشبكة CNN إن دعم روسيا للنيجر ومالي وبوركينا فاسو سيكون أكثر ربحية لقادة المجلس العسكري الذين لن يتعرضوا لضغوط من الروس لضمان العودة السريعة إلى الديمقراطية، ويضيف الكولونيل السنغالي متقاعد : "حقيقة أنهم سيحصلون على دعم وحماية الروس الذين لن يشككوا في الوضع الديمقراطي لحكوماتهم العسكرية... جعلهم يقررون أن يكونوا مع الروس وليس الأمريكيين"، وقد خدم الكلونيل في السابق في مالي وبوركينا فاسو في إطار الكتلة الإقليمية لغرب أفريقيا (ECOWAS).

ونظم أنصار المجلس العسكري في النيجر احتجاجات يوم السبت للتنديد بوجود أفراد عسكريين أمريكيين ما زالوا متمركزين في البلاد، ولا يزال هناك ما يقرب من 648 عسكريًا أمريكيًا منتشرين في النيجر، وفقًا للبيت الأبيض، وقال أدجي: "النيجر ومالي وبوركينا فاسو أصبحت بالفعل في جيب الروس".

موضوعات متعلقة