أظهرت الصور الفضائية لـ سد النهضة على مدار الأيام الماضية منذ الخامس من سبتمبر الجاري، عند الفتح الاجبارى لبوابات المفيض العلوية توقف توربينات السد الأربعة.
وقال الدكتور عباس شراقي ، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إن اثنين منهما كان مقررا افتتاحهما صيف 2014، إلا أنه تم افتتاح الأول 20 فبراير 2022، والثانى في 11 أغسطس 2022، وكان مقدرا افتتاحهما معا فى فبراير إلا أن التوربين الثاني لم يكن جاهزا وافتتح بعد 6 أشهر، وكان تشغيلهما متقطعا ومحدودا يعملان عدة أسابيع ويتوقفان عدة أشهر، إلا أنهما انتظما فى 27 يناير 2024 أى بعد عام ونصف أو نحو عامين.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات إلى “صدى البلد” أن افتتح التوربينين الثالث والرابع فى 24 أغسطس ولا نعلم متى ينتظمان فى العمل، وفوجئنا فى 5 سبتمبر الجاري بتوقف الجميع فى نفس يوم الفتح الإجبارى لبوابات المفيض.
"تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لا يشكل أى أهمية بالنسبة لمصر"
وتابع أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أنه فى هذه المرحلة تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لا يشكل أى أهمية بالنسبة لمصر، الايراد الحالى عند سد النهضة 400 مليون م3/يوم، ولا بد من إمرار كامل الايراد للحفاظ على منسوب بحيرة سد النهضة حتى لا تغمر المياه الممر الأوسط.
وأشار إلى إنه اذا اشتغلت التوربينات بإمرار وليكن 100 مليون م3/يوم فسوف يتم فتح عدد من بوابات المفيض العلوية بحيث تمرر الـ 300 مليون م3 المتبقية، وفى حالة عدم تشغيل التوربينات سوف يتم فتح مزيد من البوابات لإمرار كامل الـ 400 م3 وهذا يظهر بوضوح فى زيادة كمية المياه المارة من المفيض فى 15 سبتمبر (400 مليون م3) عنها يوم 5 سبتمبر (250 مليون م3)، وفى جميع الحالات لا بد من إمرار كامل الكمية سواء جزء من تشغيل توربينات أو كلها من المفيض.
سبب توقف توربينات سد النهضة
ونوه الخبير في الشأن المائي إلى أن توقف توربينات سد النهضة شيء معتاد لأسباب متنوعة منها فنية فى تشغيل التوربينات التى تحتاج إلى عمل فنى ميكانيكى وكهربائى دقيق للغاية، أو لأسباب تتعلق بالفيضان وكمية الرواسب وبقايا الأشجار، أو لعدم جاهزية شبكة نقل الكهرباء، أو لأسباب أخرى، ولأ أقف كثيرا عند عدم التشغيل لأن ذلك يهم إثيوبيا بالدرجة الأولى، وقد نراها تعمل الأيام المقبلة.
أهمية تشغيل التوربينات
تشغيل التوربينات يعنى وصول المياه إلى مصر بعد استفادة إثيوبيا بإنتاج كهرباء، وعدم التشغيل يعني وصول المياه إلى مصر أيضا ولكن بدون استفادة إثيوبية، سواء حاليا أو فى أبريل المقبل إجباريا عن طريق التفريغ من بوابات المفيض استعدادا لاستقبال مياه الموسم الجديد وإلا ينهار السد.