قادة وزعماء الصين يشاركون المواطنين الاحتفالات الرسمية والشعبية باليوم الوطني بالميدان السماوي

رغم الطقس السيئ وهطول الأمطار الغزيرة ، تجمع آلاف المواطنين الصينيين الذين قدموا من كافة أنحاء الصين إلى، الميدان السماوي "تيان آن مين"، بقلب العاصمة بكين.
يتقدمهم قادة الحزب الشيوعي، وزعماء الصين وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس مجلس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، لمشاهدة مراسم رفع العلم الصيني، وزيارة النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني الذين ضحوا بأنفسهم على مدار تاريخ النضال الصيني، وذلك خلال الاحتفالات الرسمية والشعبية بالذكري الرابعة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية .
وخلال المراسم الاحتفالية التى بدأت فى ساعة مبكرة من صباح اليوم "الثلاثاء"، قام قادة وزعماء الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية بوضع أكاليل الزهور في النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني والذي يتوسط ميدان "تيان آن مين" في إطار الاحتفال بالذكرى الرابعة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
حيث تعد تلك هي المرة الأولى التي يظهر فيها الجيل الجديد لزعماء الحزب والدولة فى الصين بشكل جماعي، منذ توليهم مناصبهم في نوفمبر عام 2012، وذلك بمناسبة احتفالات العيد الوطنى.
وتحتفل الصين في الأول من أكتوبر كل عام بذكري إعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية، عندما وقف الزعيم الصيني ماو تسي دونغ على منصة ميدان "تيان آن مين"، وأعلن ذلك رسميا في هذا اليوم من العام 1949، وبعد ذلك بشهرين أعلنت الحكومة الصينية أن الأول من أكتوبر عيدا وطنيا للصين.
وخلال الاحتفالية "بالميدان السماوي" وقفت الحشود الرسمية والشعبية فى صمت عندما تم عزف النشيد الوطنى الصيني وارتفع العلم ذو النجوم الخمسة وسط مراقبة حشود أخرى من السائحين الاجانب وعدد كبير من القرويين الصينيين الذين جاءوا من مقاطعات بعيدة تستغرق عادة الرحلة من قراهم إلى العاصمة بكين ثلاثة أيام وربما أكثر، فى حرص شديد على مشاهدة هذا الحدث الوطني، وبعضهم الذين يحضرون من مناطق وقرى بعيدة كمقاطعة سيتشوان يدخرون المال على مدار العام حتى يستطيعون القيام بهذه الرحلة مع أسرتهم لمشاهدة الاحتفال الوطني بميدان تيان آن مين.
وعلى مدار اليوم تزدان الشوارع والمباني وحتى المنازل الصغيرة في كافة أنحاء الصين بالاعلام الصينية الحمراء، وتحرص الأسر الصينية على ارتداء الألوان الحمراء، وشراء الأعلام الوطنية الصينية للاطفال الإعلام للسير بها خلال تنزههم بالمدينة اعتزازا باليوم الوطني.
فى وقت تتم اضاءات كافة المباني الرسمية والتجارية بالالوان الزاهية والمختلفة ابتهاجا بالاعياد الشعبية والوطنية التى تعيشها الصين هذه الايام وتستمر حتى نهاية الاسبوع المقبل، كما تزدان أبواب المصالح الحكومية والمنازل بشارات حمراء وكلمات تراثية تحث على حب الوطن .
وخلال الأيام الأولى من العيد الوطني تندفع ملايين السيارات عبر الطرق السريعة، وتزدحم محطات القطارات والمطارات، حيث يحرص العديد من الشباب العاملين بالمدن الكبرى على العودة إلى أسرهم فى القرى البعيدة لقضاء الأعياد الوطنية، فى وقت تحرص السلطات الصينية على إلغاء تحصيل الرسوم على بوابات الطرق الرئيسية السريعة.
وتتزامن الاحتفالات الرسمية والشعبية بهذه المناسبة الوطنية، حيث نظمت اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وإدارة عمل الجبهة المتحدة ومكاتب شؤون المغتربين الصينيين، وشؤون هونغ كونغ ومكاو، وشؤون تايوان التابعة لمجلس الوزراء الصيني، احتفالية بقصر "بوابة السماء" الذي يطل على بكين، بالذكرى الـ 64 لتأسيس الدولة بحضور أكثر من 2800 ممثل للأوساط المختلفة من هونغ كونغ ومكاو وتايوان.
وخلال احتفالية رسمية بقاعة الشعب الكبري أمس أكدت الصين على لسان رئيس مجلس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أنها واثقة من قدرتها على تحقيق أهدافها للتنمية الاقتصادية خلال عام 2013، موضحا أن الصين تمتلك الثقة والظروف والقدرة على تحقيق الأهداف الأساسية المحددة في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام الحالي".
وشددت الصين خلال كلمة لي كه تشيانغ ، التى ألقاها في الاحتفال الذي أقيم بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، إن "العام الحالي هو أول عام للتطبيق الكامل لروح المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني .. موضحا أنه نظرا للوضع المحلي والدولي المعقد اتخذت اللجنة المركزية للحزب ومجلس الوزراء قرارات علمية من أجل تحقيق تقدم ونتائج جديدة وحفظ الاستقرار في الوقت نفسه".
ويقول الباحث الاجتماعي الصيني تشن زي شاو إن النصب التذكاري الذي يتوسط ميدان "تيان آن مين" ببكين هو رمز يتذكر به الاجيال الجديدة أسماء قادة الصين القدامي مثل "ماو تسي تونغ، وشو أن لاي، وبنغ تشن، وتشنغ تشن دوه، وليانغ سي تشنغ، حيث أنه في يوم الثلاثين من سبتمبر عام 1949 كان المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في دورته الكاملة الأولى قد اتخذ قرارات هامة كثيرة متعلقة بالصين الجديدة "الدولة الوليدة"، تضم اقتراحا لبناء نصب تذكاري لأبطال الشعب الذين قد ضحوا بأنفسهم.
ويقول أن يانغ تشنغ مين، العضو السابق في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ذكر فى مذكراته إنه "عندما دخلنا الى قاعة الإجتماع بعد ظهر يوم الثلاثين من سبتمبر عام، 1949 وجدنا أمام كل مقعد قرارا حول بناء هذا النصب التذكاري لأبطال الشعب ورأى جميع الحاضرين أن القرار جيد، فصفقوا تعبيرا عن تأييدهم له بالإجماع.
وفي اليوم ذاته، كان "ماو تسي تونغ" و"شو أن لاي" و"ليو شياو تشي"، وغيرهم من قادة الحزب والدولة مع كافة الممثلين المشاركين في الدورة الأولى للمؤتمر الاستشاري السياسي قد حضروا مراسم وضع حجر الأساس للنصب التذكاري بوسط العاصمة بكين .
وأضاف يانغ، ، أنه لبناء النصب التذكاري كانت لجنة البناء الحكومية بمدينة بكين قد وجهت تعميما وإعلانا بشأن جمع واختيار تصميمات النصب التذكاري إلى وحدات التصميم العمراني وأقسام البناء والإنشاء للمعاهد والجامعات في الصين، حيث دامت أعمال جمع التصميمات عامين، خلالهما تسلمت اللجنة ما يزيد عن 140 مشروع تصميم بأشكاله المتنوعة، وبعدها تم تصنيع أفضل ثلاثة نماذج ضخمة حسب المشروعات المذكورة، بدأ عرضها في ميدان تيان آن من بمناسبة العيد الوطني لعام 1951 لاستطلاع آراء أبناء الشعب الصيني .
واستطرد الباحث الصيني قائلا " إنه في أول أغسطس عام 1952، بدأت أعمال بناء النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني رسميا، وحتى ابريل عام 1958، أكمل بناء هذا النصب التذكاري الضخم الذي يقع حاليا في الميدان منسجما مع بوابتي "تيان آن مين"، وتشنغ يانغ" وصورة الزعيم الصيني "ماو تسي تونغ" بوسط العاصمة الصينية بكين،
حيث أقيمت احتفالية رسمية وشعبية في الأول مايو من نفس العام ، لإزاحة الستار عن النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني ، ومنذ ذلك الحين، حضر أكثر من عشرة ملايين من أبناء الشعب الصيني من القوميات المختلفة إلى الميدان السماوي لإلقاء نظرة على النصب التذكاري لأبطال الشعب وقراءة نفس الكلمات المنقوشة على النصب والتي قرأها الزعيم ماو تسي تونغ في مراسم إرساء أساس النصب التذكاري .