شهدت الفاتيكان مؤخرًا حدثًا دراماتيكيًا مع تصاعد دخان أسود قبل أن يتحول دخان أبيض مرة أخرى اليوم، ما أثار تساؤلات كثيرة حول معاني هذا الحدث وأبعاده.
يتزامن هذا التصاعد للدخان مع عملية اختيار البابا الجديد، حيث يجتمع الكرادلة في مجمع مغلق لتحديد من سيخلف البابا الحالي.
عملية انتخاب البابا الجديد
تمتاز عملية انتخاب البابا بتعقيدها ودقتها، حيث يشارك فيها الكرادلة الذين لم يتجاوزوا سن الثمانين، والذين يمثلون مختلف أنحاء العالم.
في المجمع الحالي، يشارك 133 كاردينالا، ويبلغ متوسط أعمارهم 70 عامًا. ومعظم المشاركين من أوروبا، حيث لا يزال الكرادلة الأوروبيون يحتفظون بأكبر تمثيل.
ما يثير الدهشة أن نسبة الكرادلة الأوروبيين قد انخفضت في هذا المجمع بالمقارنة مع المجامع السابقة.
التمثيل العالمي للكرادلة
تظهر الأرقام أن 53 كاردينالا من أصل 133 هم من أوروبا، وهذا يمثل 39% من الناخبين. مقارنةً بالمجمع السابق الذي اختير فيه البابا فرنسيس، كانت النسبة 52%.
في هذا المجمع، يليه الكرادلة الآسيويون (23 كاردينالا)، ثم من أميركا الجنوبية والوسطى (21)، وإفريقيا (18)، وأميركا الشمالية (16)، وأوقيانوسيا (4).
بابا الفاتيكان الجديد
انتخب الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست بابا جديدا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان، وقد اختار البابا الجديد اسم ليو الرابع عشر.
ويعني هذا أن الفائز حصل على 89 صوتا على الأقل من بين أصوات 133 كاردينالا يشاركون في المجمع لانتخاب خليفة للبابا فرنسيس.
ولمعرفة هوية الرأس الجديد للكنيسة الكاثوليكية، ينبغي انتظار الإعلان الرسمي من شرفة كاتدرائية القديس بطرس قبل أن يطل منها البابا المنتخب، وعادة ما يتم ذلك بعد نحو ساعة من الانتخاب.
ما سبب الدخان الأسود؟
يمثل تصاعد الدخان الأسود خلال عملية الانتخابات إشارة إلى عدم التوصل إلى قرار نهائي بشأن انتخاب البابا.
في العادة، يتم استخدام الدخان الأبيض للإشارة إلى انتخاب بابا جديد، بينما يعبر الدخان الأسود عن عدم السير في هذا الاتجاه. وبالتالي، ينتظر الجميع بفارغ الصبر اخبار جديدة تتعلق بمن سيكون البابا القادم.
بحسب الخبراء، قد يكون لهذه الأحداث تأثيرات بعيدة المدى على الكنيسة الكاثوليكية ونظرتها إلى الأمور العالمية، حيث يستمر النقاش حول مستقبل الكنيسة وطريقة إدارتها في عالم سريع التغير.
وفاة البابا فرنسيس
توفي البابا فرنسيس، نهاية الشهر الماضي، إثر إصابته بجلطة دماغية تسببت في دخوله بغيبوبة وفشل في الدورة الدموية للقلب، بحسب شهادة الوفاة التي أصدرها الفاتيكان.
وجاء في شهادة الوفاة التي أصدرها الفاتيكان ووقعها مدير إدارة الصحة والنظافة في الفاتيكان البروفيسور أندريا أركانجيلي أن "الوفاة تم تأكيدها من خلال تسجيل تخطيط كهربية القلب".