عندما نتحدث عن المعادن الثمينة، قد يتبادر إلى الذهن أسماء مثل الذهب والفضة. ومع ذلك، هناك معدن نادر آخر يعتبر الأغلى في العالم ويستحق الاهتمام، وهو معدن الكاليفورنيوم.
في مايو 2025، أصبح الكاليفورنيوم معدنًا مشعًا ذو قيمة عالية جدًا في السوق، حيث وصل سعر الجرام منه إلى حوالي 27 مليون دولار.
ما هو الكاليفورنيوم؟
الكاليفورنيوم هو معدن أبيض فضي اللون، ينتمي إلى مجموعة الأكتينيدات، وهي مجموعة من العناصر المعروفة بشدتها الإشعاعية.
تم تصنيع هذا العنصر لأول مرة في جامعة كاليفورنيا ببركلي في عام 1950، ومن ثم تم عزل إصدار أثقل يسمى الكاليفورنيوم-252 بعد ثماني سنوات من ذلك. هذه النسخة أثبتت أنها غنية بالنيوترونات، مما يجعلها ذات أهمية خاصة في التطبيقات العلمية والصناعية.
ما خصائص الكاليفورنيوم؟
يتميز الكاليفورنيوم بهيكل بلوري يمكن تشكيله بسهولة، مما يسمح بقطعها بشفرة حلاقة. كما أن أي تعرض لهواء يؤثر على لونه.
من بين أهم ميزاته هو تفاعله الإشعاعي القوي، مما يجعله مصدرًا ضخمًا لجسيمات ألفا والنيوترونات. ولهذا السبب، ينبغي التعامل معه وفقًا لبروتوكولات سلامة صارمة، حيث يمكن أن يكون خطرًا على الصحة.
ما إجراءات إنتاج الكاليفورنيوم؟
تتم عملية إنتاج الكاليفورنيوم في عدد قليل من المواقع حول العالم، وأشهرها مختبر أوك ريدج الوطني في الولايات المتحدة ومعهد أبحاث المفاعلات الذرية في روسيا.
تتطلب عملية إنتاج هذا المعدن قصف العناصر الثقيلة بالنيوترونات باستخدام مفاعل نووي خاص، وتستغرق العملية حوالي عامين للحصول على كميات ضئيلة منه، عادةً لا تتجاوز بضعة جرامات.
استخدامات الكاليفورنيوم
يستحق سعر الكاليفورنيوم المرتفع النظر إلى التطبيقات الهامة التي يمتلكها. في مجال توليد الطاقة، تنطلق النيوترونات عند انشطار ذرة الكاليفورنيوم-252، مما يولد طاقة كبيرة.
في مجال الطب، يستخدم لعلاج سرطانات معينة، مثل سرطان الدماغ وعنق الرحم، من خلال استخدام انبعاث النيوترونات لتدمير الخلايا السرطانية.
علاوة على ذلك، فإن لديه تطبيقات صناعية هامة، حيث يُستخدم للكشف عن نقاط الضعف في الهياكل المعدنية، وتحديد مواقع حقول النفط، واكتشاف المتفجرات والمواد السامة المختلفة.
بحسب العلماء، فإن الكاليفورنيوم ليس مجرد معدن نادر وثمين، بل هو أيضًا عنصر أساسي في العديد من التطبيقات التكنولوجية والطبية. بفضل خصائصه الفريدة، يواصل هذا المعدن تأكيد مكانته كأغلى معدن في العالم، مما يجعله موضوعًا مثيرًا للاهتمام للبحث والدراسة.