قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن وضوء المرأة خارج المنزل قد يُشكل تحديًا في بعض الظروف، لكن الفقه الإسلامي وضع من التيسيرات والبدائل ما يضمن أداء العبادات دون مشقة أو حرج، مع الحفاظ على صحة الطهارة والستر الواجب.
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريح تليفزيوني، أن الوضوء في المنزل قبل الخروج يُعد من أفضل الحلول للمرأة، خاصة إذا كانت تستطيع الحفاظ على طهارتها حتى دخول وقت الصلاة، مؤكدة أن الوضوء في البيت يعفي المرأة من حرج البحث عن مكان مناسب للطهارة في الأماكن العامة.
وتابعت: "لكن إذا علمت المرأة أنها قد لا تتمكن من الحفاظ على وضوئها، أو قد يُدركها وقت الصلاة وهي خارج المنزل، فهنا ننظر إلى وجود مكان مناسب للوضوء، إن وُجد، فعليها أن تتوضأ وضوءًا صحيحًا، بغسل اليدين إلى المرفقين، والقدمين إلى الكعبين، وتمرير اليد على الرأس، ولو من خلال إدخال اليد تحت الحجاب".
وأشارت عضو مركز الأزهر، إلى أن بعض المذاهب الفقهية كالشافعية تجيز مسح جزء من الشعر ولو بمقدار ثلاث شعرات، وهو ما يُيسر الأمر على المرأة التي ترتدي الحجاب، مشددة على أن مسح الحجاب مباشرة لا يُجزئ عند جمهور الفقهاء، إلا في حالات الضرورة أو عند وجود رخصة واضحة، مثل المرأة التي تغطي شعرها لسبب صحي.
وأوضحت "إبراهيم" أنه في حال تعذر وجود مكان مناسب للوضوء أو لأداء الصلاة، وكان الوقت يسمح، فيجوز للمرأة أن تؤخر الصلاة إلى آخر وقتها المباح شرعًا، بشرط أن تكون متيقنة من قدرتها على الأداء قبل خروج الوقت.
وأضافت: "وإذا كانت الصلاة مما يُجمع، كصلاة الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، فيجوز للمرأة أن تنوي الجمع تقديمًا أو تأخيرًا، إذا كانت في سفر أو تمر بظرف خاص يشق فيه أداء الصلاة في وقتها، ولكن الجمع لا يُشرع في الأحوال العادية داخل البلد إلا لحاجة معتبرة شرعًا".
وتابعت: "إذا اضطرت المرأة للوضوء في مكان عام، فعليها أن تتحرى الستر والخصوصية، وتكشف فقط ما يلزم من الذراعين والقدمين، وتُدخل يدها تحت الحجاب لمسح الرأس إن أمكن، وبذلك تؤدي الطهارة كما أراد الله، دون أن تفرط في الحياء أو الطاعة".