قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكم عمل فتحات تهوية في القبور لخروج الروائح.. دار الإفتاء توضح

حكم عمل فتحات تهوية في القبور
حكم عمل فتحات تهوية في القبور

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها نصه: “هل يجوز فتح فتحات تهوية في المقابر لخروج روائح الميت من القبر؟”، موضحة أن الشريعة الإسلامية شرعت دفن الميت ومواراته في الأرض إكراما له وصيانة لجسده، وليس لمجرد التخلص منه أو تهويته، وبالتالي فإن أي تصرف يخل بالحكمة من الدفن يعد مخالفا للمقصد الشرعي.

الحكمة من دفن الميت

أكدت دار الإفتاء أن دفن الإنسان بعد موته شرعه الله تعالى تكريما له، وحفاظا على جسده من الانكشاف أو الانتهاك، وصونا لحرمته، ومنعا لخروج الروائح المؤذية، كما أنه يقي جثته من افتراس السباع أو جوارح الطير. 

واستدلت دار الإفتاء بعدة آيات قرآنية منها قول الله تعالى: “منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى” ، وقوله تعالى: “ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا "، وقوله تعالى:" ثم أماته فأقبره”.

كما ورد في بعض الروايات أن الملائكة أدخلوا جسد آدم عليه السلام القبر، ووضعوا عليه اللبن، ثم حثوا عليه التراب، وقالوا: يا بني آدم هذه سنتكم، وهي رواية أوردها الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك وصححه، والبيهقي في السنن الكبرى.

ونقل الإمام أبو منصور الماتريدي في كتابه تأويلات أهل السنة أن قول الله تعالى "وفيها نعيدكم" المقصود به الدفن، وأن هذا من فضل الله على البشر، حيث جعل لهم قبورا تستر أجسادهم عند فسادها، فلا تتأذى الناس من رائحتهم ولا يتعرضون للاستخباث أو النفور منهم. وذكر أن الله خص الإنسان بهذا التكريم دون سائر المخلوقات.

دفن الميت فرض كفاية

أوضحت دار الإفتاء أن دفن الميت واجب كفائي باتفاق العلماء، أي إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع. وقد نقل الإمام ابن المنذر في كتابه الإجماع: "وأجمعوا على أن دفن الميت لازم واجب على الناس لا يسعهم تركه عند الإمكان، ومن قام به منهم سقط فرض ذلك على سائر المسلمين".

القبر ومقصوده الشرعي

بينت دار الإفتاء أن القبر هو موضع يغور فيه الشيء ويُستر، وقد جاء في معاجم اللغة أن أصل كلمة "قبر" يدل على الغموض والانخفاض. 

والمقصود الشرعي من القبر أن يكون حفرة تستر جسد الميت وتحفظه من الامتهان، وتمنع خروج رائحته، سواء كان القبر على هيئة لحد أو شق أو فسقية بحسب طبيعة الأرض.

وقد نص الفقهاء من مختلف المذاهب على أن الغرض الأساسي من القبر هو صيانة الجسد، وتكتم الرائحة، ومنع العبث بالجثة. وجاء في كتبهم:

قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: المقصود من القبر المبالغة في منع الرائحة ونبش السباع.
وقال خليل المالكي في التوضيح: ولا بد في القبر من حفرة تحرس الميت عن السباع وتكتم رائحته.
وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي في المنهاج القويم: أقل الدفن حفرة تكتم رائحته وتحرسه من السباع، لأن حكمة الدفن صونه عن انتهاك الجسم وانتشار الرائحة المؤذية.
وقال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: يكفي من القبر ما يمنع الرائحة والسباع، لأنه لم يرد فيه تقدير شرعي محدد، فيُكتفى بما يحقق المقصود.

وأكدت دار الإفتاء أن الشريعة جعلت من دفن الميت وسيلة لحفظ كرامته وصيانة جسده ومنع رائحته، وأن فتح القبور أو عمل فتحات تهوية فيها لأي غرض، ومنها خروج الروائح، يُعد مخالفا لهذه الحكمة، ولا يجوز شرعا لما فيه من إخلال بمقصد الدفن.