قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سوريا ساحة خلفية للصراع| خبير سياسي: الغارات على السويداء رسالة حاسمة لإيران وحزب الله

الحرب في سوريا
الحرب في سوريا

في تصعيد غير مسبوق، أعلنت إسرائيل تنفيذ أكثر من 160 غارة جوية على أهداف داخل سوريا، وسقوط قتلى وجرحى وذلك بالتزامن مع مواجهات دموية في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وقوات النظام، وسط تحذيرات إسرائيلية ومطالب بانسحاب القوات السورية من الجنوب. 

وتزامن القصف مع رسائل سياسية وعسكرية موجهة للنظام السوري وإيران، في مشهد يعكس تعقيد المشهد السوري وتزايد احتمالات تدويل الأزمة.

سعيد الزغبي: سوريا أصبحت ساحة خلفية للصراع الإيراني الإسرائيلي

وقال الدكتور سعيد الزغبي الخبير في الشؤون السياسية، إن سوريا باتت تمثل الساحة الخلفية للصراع بين إيران وإسرائيل، خصوصًا بعد سنوات الحرب التي استغلتها طهران لترسيخ وجود عسكري واستخباراتي واسع، شمل قواعد، مستودعات، وصواريخ دقيقة، فضلًا عن دعمها لعشرات الفصائل الموالية داخل الأراضي السورية.

وأوضح الزغبي، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، أن التمركز الإيراني قرب الجولان، مع استمرار خطوط الإمداد المفتوحة لحزب الله من طهران عبر بغداد ودمشق وصولًا إلى البقاع، شكل تهديدًا مركبًا للأمن الإسرائيلي،  ومن هنا، فإن تل أبيب تسعى بشكل ممنهج لإحباط التموضع الإيراني، ومنع تراكم أسلحة نوعية مثل الصواريخ الدقيقة، والطائرات المسيرة بعيدة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي التي قد تقيد حركتها مستقبلًا.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الغارات الإسرائيلية بمثابة رسائل مباشرة لإيران وحلفائها، قال الزغبي: “بلا شك، هذه الضربات تحمل أكثر من رسالة على عدة مستويات. فالرسالة الأولى عسكرية تكتيكية لإيران، مفادها أن أي محاولة لإعادة بناء قدرات هجومية بالقرب من الجولان سيتم التصدي لها فورًا، والثانية استراتيجية لحزب الله، تؤكد أن المخازن وخطوط الإمداد لن تكون آمنة حتى لو تم نقلها إلى الداخل السوري.”


وأشار الزغبي إلى أن هناك أيضًا رسالة سياسية موجهة لروسيا والنظام السوري، تؤكد أن إسرائيل تحتفظ بحقها في تأمين محيطها الأمني، ولن تسمح بوجود قواعد إيرانية على مسافة 50 أو حتى 100 كيلومتر من حدودها.

وتابع قائلًا: “إسرائيل تمارس ما يمكن تسميته بسياسة الاحتواء منخفض الوتيرة، حيث توجه ضربات محسوبة ودقيقة، دون التورط في حرب شاملة أو اجتياح واسع.”

وعن مدى فعالية هذه الاستراتيجية، أضاف الزغبي: “على المدى القصير، نعم، فإيران تفضل التمركز الصامت وتتجنب المواجهة المباشرة التي قد تستنزف حلفاءها أو تعرقل مشروعها النووي الذي كان يفترض أن يتم إنهاؤه أمريكيًا.”

لكنه حذر من هشاشة هذا الوضع على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن “الاحتواء الحالي مؤقت، فإيران تواصل إرسال شحنات السلاح عبر العراق وسوريا، كما أن الفصائل الموالية لها تتأقلم بسرعة مع الأساليب الإسرائيلية، وتعيد بناء قدراتها بشكل مستمر.