أثارت دراسة حديثة تربط بين صحة الفم والأسنان والأمراض الجسدية اهتماما كبيرا في العالم حيث وجدت أن الأخيرة تسبب مشاكل اللثة والأسنان.
وذكر الاتحاد الأوروبي لطب اللثة ، ان الدراسة الجديدة الرئيسية التى تم تقديمها في EuroPerio11 المؤتمر العالمي الرائد في طب اللثة وزراعة الأسنان من قبل EFP، توصلت إلى أن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات أمراض اللثة هم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، وهي حالة تعرف باسم تعدد الأمراض .
باستخدام بيانات من البنك الحيوي البريطاني احدى أكبر مجموعات البيانات الصحية في العالم وجد باحثون من كلية لندن الجامعية (UCL) وجامعة برمنغهام وجامعة غلاسكو ، أن الأشخاص الذين أبلغوا عن أعراض التهاب دواعم السن (أمراض اللثة) مثل نزيف اللثة أو ألم اللثة أو الأسنان الرخوة لديهم فرصة أعلى إحصائيًا للعيش مع حالتين مزمنتين أو أكثر، حتى بعد مراعاة عوامل مثل العمر والتدخين ووزن الجسم.
قال المؤلف الرئيسي الدكتور نيساتشون سيريبايبونج من معهد إيستمان لطب الأسنان التابع لكلية لندن الجامعية: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية صحة الفم في السياق الأوسع للأمراض الجهازية".
"يشير ذلك إلى أن تحسين صحة اللثة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المتعددة، وخاصة في كبار السن".
نتائج الدراسة
حلل الباحثون بيانات 500,612 مشاركًا في بنك المملكة المتحدة الحيوي وقُيِّمت صحة اللثة من خلال الأعراض التي أبلغ عنها المشاركون ذاتيًا وكانت: نزيف اللثة، وألم اللثة، وتخلخل الأسنان بينما عُرِّف تعدد الأمراض بأنه وجود حالتين مزمنتين أو أكثر، بناءً على التقارير الذاتية ورموز التشخيص وفقًا للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-10).
وتشمل النتائج الرئيسية ما يلي:
تبين أن 57% من المشاركين يعانون من أمراض متعددة (وجود العديد من المشاكل الصحية في نفس الوقت)
18% أفادوا بعلامات التهاب اللثة
كان لدى أولئك الذين يعانون من أي أعراض لأمراض اللثة احتمالات أعلى بنحو 15% للإصابة بأمراض مزمنة متعددة (النسبة الفردية = 1.15)
كانت اللثة المؤلمة هي أقوى مؤشر (OR = 1.54)، تليها الأسنان الرخوة (OR = 1.12) واللثة النازفة (OR = 1.11)
أهمية الدراسة
يرتبط ضعف صحة اللثة، أو التهاب دواعم السن، بشكل متزايد بأمراض جهازية ويُرجّح أن ذلك يعود إلى انتشار بكتيريا الفم والإشارات الالتهابية عبر مجرى الدم، والتي قد تؤثر على أعضاء بعيدة كالقلب والرئتين والدماغ.
إضافةً إلى ذلك، يشترك التهاب دواعم السن والأمراض المزمنة في عدة عوامل خطر مشتركة، مثل سوء التغذية والتوتر وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. يقول الدكتور سيريبايبونبونغ: "مع ازدياد أعمار الناس، يُعاني الكثير منهم من أكثر من حالة مزمنة، من داء السكري إلى أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الاكتئاب. لكننا غالبًا ما نتجاهل الفم باعتباره جزءًا من المشكلة... وجزءًا من الحل".
مع أن هذه الدراسة لا تُثبت العلاقة السببية، إلا أنها تُقدم أدلةً جديدةً واسعة النطاق على أن صحة اللثة ترتبط بنتائج صحية أوسع كما تُشير إلى أن معالجة التهاب دواعم السن قد تلعب دورًا وقائيًا في الصحة العامة. وصرحت سيريبايبونبونغ قائلةً: "وجدنا أن آلام اللثة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتعدد الأمراض، حتى أكثر من نزيف اللثة أو تخلخل الأسنان وقد أدهشنا ذلك، وأكد على أهمية الإنصات للمرضى عند إبلاغهم عن أي انزعاج، حتى لو لم يُشخَّصوا بعد بأمراض اللثة".
وجدت الدراسة ارتباطًا بين ضعف صحة اللثة وبعض الحالات الصحية، وخاصةً المشاكل المتعلقة بالكحول والقلق والاكتئاب، مما يُبرز التفاعل المعقد بين الصحة النفسية ونمط الحياة وصحة الفم.