قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حين يتحدث السرد.. أصوات الأدباء ترسم ملامح الإبداع ببورسعيد

معرض بور
معرض بور

ضمن فعاليات معرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية معالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد المسرح المكشوف ندوة أدبية متميزة بعنوان "أصوات في المشهد السردي"، جمعت كوكبة من الكُتّاب والمبدعين، الذين خاضوا مع جمهور المعرض أسئلة الجوهر: لماذا نكتب؟ كيف نحكي؟ ولمن؟

لم تكن الندوة جلسة تقليدية لمناقشة أعمال سردية، بل جاءت كمساحة حرة للإبداع، حيث التقت التجربة الفردية بالشأن العام، وتداخل الواقع مع الخيال، وارتفعت الأصوات تسرد ما وراء السطور، وسط حضور متعطش لحكايات تُروى بصدق ووعي، وتُصاغ بلغة ترى الإنسان وتحاوره.

أدار الندوة الكاتب السعيد صالح، وطرح مجموعة من المحاور الإشكالية التي تواجه الكاتب المعاصر، من بينها: ما النوع الأدبي الأقرب إليه؟ ما أهمية التخطيط للرواية؟ كيف تُبنى الرسالة الموجهة للقارئ؟ وكيف نتعامل مع النقد في زمن التحولات الرقمية؟ وما التحديات التي تحاصر المبدع في الحاضر؟

شارك في الندوة عدد من الأصوات الفاعلة في المشهد السردي، وهم: أحمد المصري، أميرة الكيكي، دينا شحاتة، سارة العبادي، سهام الوهيبي، مازن صفوت، محمد خلف، محمد الناغي، ومها شتا، وقد قدّم كل منهم رؤيته الخاصة في إطار من التعدد والاختلاف، ما أضفى على الجلسة ثراءً فكريًّا وتنوعًا إبداعيًّا.

وأكد أحمد المصري، الطبيب والكاتب المعروف بسلسلة "سفر الأسرار"، على ضرورة الإعداد المُحكم للنص الروائي، لافتًا إلى أن التحديات الكبرى التي يواجهها الكاتب تتعلق بمشكلات النشر، وخصوصًا فيما يتعلق ببعض دور النشر التي لا تقدّر جودة المحتوى.

أما أميرة الكيكي، القاصة والحائزة على جائزة "ورشة الشرق" في كتابة السيناريو، فقد شددت على اهتمامها بالسرد الاجتماعي، مؤكدة أن رسالتها هي بث الأمل، رغم صعوبة المنافسة في ظل انتشار النشر الرقمي.

في حين أشارت دينا شحاتة، عضو اتحاد كتاب مصر، إلى شغفها بتوثيق التراث والفلكلور المصري، معتبرة أن الإعداد المسبق لا غنى عنه لخلق نص ناضج، إلى جانب أهمية القراءة الناقدة وسط مشهد ثقافي مشتت.

وأكدت سارة العبادي أن الصدق في التعبير هو جوهر الرسالة الأدبية، مشددة على ضرورة انفتاح الكاتب على أشكال الكتابة كافة، معتبرة أن التحدي الأكبر يكمن في التغلب على الذات والاستمرار في الكتابة رغم العوائق.

بدورها، اختارت سهام الوهيبي الروايات الاجتماعية ذات الطابع الأسري كمساحتها السردية، وأكدت أن تنسيق الأحداث هو جوهر البناء السردي، بينما يُعدّ النقد أداة للتطور والنضج الفني.

ودعا مازن صفوت إلى خوض التجريب الأدبي بكل أشكاله، مؤكدًا أهمية ضبط العلاقات بين الزمان والمكان والشخصيات، وتجنّب اللبس أو الغموض في التعبير.

كما شدد محمد خلف على قيمة التنوع الأدبي وأهمية الإعداد المُسبق، داعيًا الكُتّاب إلى تقبّل النقد والانفتاح على آلياته المختلفة.

أما محمد الناغي، فاعتبر أن الإعداد يمثل ثلث العملية الإبداعية، مؤكدًا أن القراءة المكثفة تنعكس إيجابًا على الكاتب والناشر والقارئ معًا.

وفي ختام المداخلات، شددت مها شتا على أن كتابة الرواية تتطلب "خريطة داخلية" تنظم تدفق الأحداث وتدعم البناء الفني للنص، ما يسهم في تقبل النقد وتحويله إلى محفز لتجويد التجربة.

وأجمع الحضور على أن السرد لم يعد مجرد وسيلة لنقل الحكايات، بل غدا أداة لكشف الذات واستيعاب العالم، في ظل انفتاح المشهد الأدبي على تحولات ما بعد الحداثة، وتعدد التقنيات والأساليب السردية.