أطلع كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعضاء الكونجرس، أمس الثلاثاء، على حملة الإدارة ضد تجار المخدرات الفنزويليين المشتبه بهم، في الوقت الذي ألمح فيه الرئيس إلى إمكانية توسيع العمليات العسكرية الأمريكية لتشمل المكسيك وكولومبيا.
وعقد وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، جلسة إحاطة سرية لـ"مجموعة الثمانية" في الكونجرس، التي تمثل لجنة الاستخبارات، وقادة مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين، وذلك بعد مطالبات أعضاء الكونجرس بمزيد من المعلومات.
لم أحصل على إجابات شافية
وخرج الديمقراطيون من الاجتماع غير راضين. وصرح زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من نيويورك، للصحفيين بعد الإحاطة: "سألتهم عن استراتيجيتهم، وماذا يفعلون، ولم أحصل على إجابات شافية على الإطلاق".
وامتنع الجمهوريون في الغالب عن التعليق، واكتفوا بالقول إنهم ما زالوا يدرسون المسائل المطروحة.
قد يوسع نطاق العمليات العسكرية
قال ترامب في مقابلة مطولة مع مجلة بوليتيكو إنه قد يوسع نطاق العمليات العسكرية لمكافحة المخدرات لتشمل المكسيك وكولومبيا، وألمح إلى عمليات برية في فنزويلا.
كما وجّه انتقادات لأوروبا، بما في ذلك دعوته مجدداً لإجراء انتخابات في أوكرانيا ودعمه لزعيم المجر.
ورفض ترامب مراراً استبعاد إرسال قوات إلى فنزويلا في إطار جهوده لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو.
وعندما سُئل عما إذا كان سينظر في استخدام القوة ضد أهداف في دول أخرى تشهد نشاطاً مكثفاً لتجارة المخدرات، بما في ذلك المكسيك وكولومبيا، أجاب ترامب: "نعم، سأفعل".
حشد الجيش الأمريكي معظم قوته البحرية في جنوب البحر الكاريبي منذ أوائل سبتمبر، ونفذ ما لا يقل عن 22 غارة على قوارب في المياه المحيطة بفنزويلا، ما أسفر عن مقتل نحو 90 شخصًا.
وقد خضعت هذه الحملة لتدقيق مكثف في الأيام الأخيرة مع ظهور تفاصيل قرار اتُخذ في 2 سبتمبر بشن غارة ثانية على قارب يُشتبه في نقله للمخدرات، والذي أسفر عن مقتل ناجين من الهجوم الأول.
وأكدت تصريحات ترامب في مقابلة مع بوليتيكو الكثير من رؤيته للعالم، والتي وردت في استراتيجية الأمن القومي الشاملة التي صدرت الأسبوع الماضي، والتي تسعى إلى إعادة صياغة دور البلاد العالمي.
مبدأ مونرو
وتركز هذه الاستراتيجية، التي وصفها مساعدوه بأنها "ملحق ترامب لمبدأ مونرو" الذي يعود إلى القرن التاسع عشر والذي يؤكد هيمنة الولايات المتحدة في الأمريكتين، على إعادة الولايات المتحدة تأكيد وجودها في نصف الكرة الغربي، مع تحذير أوروبا من ضرورة تغيير مسارها وإلا ستواجه "الزوال".
وقال ترامب لبوليتيكو، في إشارة إلى القادة السياسيين الأوروبيين: "إنهم ضعفاء. إنهم يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي إلى أقصى حد".



