في خطوة جديدة نحو مستقبل التنقل الذكي، أعلنت شركة ليفت (Lyft) الأمريكية عن خطط طموحة لإطلاق أسطول من سيارات الأجرة الآلية في أوروبا، وذلك بالشراكة مع عملاق التكنولوجيا الصيني بايدو (Baidu).
من المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي في ألمانيا والمملكة المتحدة العام المقبل، لتكون هذه أولى الخطوات نحو توسيع الخدمة إلى مختلف أنحاء القارة الأوروبية.
Apollo RT6: مركبة المستقبل من بايدو
لن تعتمد ليفت على تصنيع سياراتها الخاصة، بل ستستخدم السيارة Apollo RT6 من بايدو، وهي سيارة صُممت من البداية لتكون ذاتية القيادة بالكامل، وتعمل حاليًا في الصين منذ عام 2022.
حتى الآن، أكملت هذه المركبة أكثر من 11 مليون رحلة عبر 15 مدينة ضمن خدمة سيارات الأجرة الروبوتية التابعة لبايدو.
السيارة مزودة بمجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار المتقدمة، تشمل:
- 8 أجهزة استشعار LiDAR
- 12 كاميرا
- مجموعة برمجيات القيادة الذاتية من بايدو
وتتيح هذه التكنولوجيا للسيارة أن تعمل بأمان ودقة حتى في البيئات الحضرية المعقدة.
بداية في ألمانيا والمملكة المتحدة.. وبانتظار التنظيمات
أكدت ليفت أن إطلاق المشروع في أوروبا سيبدأ أولًا في ألمانيا والمملكة المتحدة، لكن التنفيذ الفعلي مرتبط بالحصول على الموافقات التنظيمية.
ويتوقع أن توسع الشركة أسطولها ليشمل آلاف المركبات في أوروبا خلال السنوات القادمة.
رغم الاعتماد على السيارات الذاتية، أوضح ديفيد ريشر، الرئيس التنفيذي لشركة ليفت، أن الشركة لا تسعى لإلغاء دور السائق البشري. وقال: “إنها جزء من نهجنا الشبكي الهجين، حيث تتعاون المركبات ذاتية القيادة والسائقون البشريون لتوفير خيارات تُلبي احتياجات الركاب.”
يعكس هذا النهج فلسفة ليفت في الدمج بين التكنولوجيا والخدمة البشرية، مع الحفاظ على جودة التجربة وضمان الأمان والموثوقية.
أشارت ليفت إلى أنها تعمل عن كثب مع الجهات التنظيمية الأوروبية لضمان التزام المركبات بكافة معايير السلامة والمتطلبات القانونية.
وتهدف الشركة إلى نشر هذه التكنولوجيا بشكل ذكي ومدروس، بحيث تعود بالفائدة على المجتمعات التي ستستقبل هذه الخدمات الجديدة.
مع دخول ليفت السوق الأوروبية بالشراكة مع بايدو، يبدو أن مشهد النقل العام في القارة العجوز على وشك تحول كبير نحو الأتمتة.
وإذا نجح المشروع، قد نرى خلال الأعوام القليلة القادمة انتشارًا واسعًا لسيارات الأجرة الآلية، مما يعزز من كفاءة النقل وتقليل الزحام والانبعاثات، دون الاستغناء الكامل عن العنصر البشري.