في تطور لافت قد يعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة في الصراع الدامي في قطاع غزة، أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية لموقع أكسيوس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعارض خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل القطاع، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من كارثة إنسانية محققة.
من المتوقع أن يصوت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية اليوم الخميس على خطة عسكرية موسعة لاحتلال ما تبقى من القطاع، وهي خطة وصفت بالـ"شديدة الخطورة" نظرًا لاحتمال نزوح أكثر من مليون فلسطيني جديد، ودخول قوات الاحتلال إلى مناطق يعتقد أن بها أسرى إسرائيليون، مما قد يعرض حياتهم للخطر.
ورغم الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية — حيث حذر رئيس الأركان من أن الاحتلال الكامل سيؤدي إلى حكم عسكري مباشر على مليوني فلسطيني — يبدو أن نتنياهو مصمم على المضي قدمًا.
ماذا قال ترامب؟
في تصريح مقتضب، قال الرئيس ترامب تعليقًا على خطة الاحتلال: "لا أستطيع الجزم… القرار يعود في النهاية لإسرائيل".
وأكد مسؤول أمريكي لـ أكسيوس أن ترامب تأثر بالفيديو الذي نشرته حماس لأحد الأسرى الإسرائيليين وهو يحفر قبره بيده، وهو ما جعله يحجم عن ممارسة أي ضغط على نتنياهو حاليًا.
بين السطور.. خلاف داخل إسرائيل وتحذيرات أمريكية
وفقًا لتقارير إسرائيلية، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير لنتنياهو خلال اجتماع مغلق: "أنت تسير نحو فخ… احتلال غزة يعني مسؤولية كاملة عن شعب بأكمله".
لكن نتنياهو تجاهل التحذيرات، وفق مصادر متعددة، مدعيًا أن الوسائل الدبلوماسية استنفدت، وأن العمل العسكري هو "الخيار الأخير".
فيما تصعد إسرائيل عملياتها، تعهدت واشنطن بزيادة جهودها في المجال الإنساني. وناقش ترامب مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف خططًا لزيادة دعم “مؤسسة غزة الإنسانية”، مع نية رفع عدد مراكز توزيع المساعدات من 4 إلى 16، بحسب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي.
ورغم هذه الوعود، حذرت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من أن التركيز على قنوات بديلة مثل مؤسسة غزة الإنسانية لا يعوض عن وقف إسرائيل للممرات التقليدية للمساعدات، وطالبت ترامب بالضغط المباشر على تل أبيب لإعادة فتحها.