قال الدكتور رمزي عودة، أمين عام الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال، في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية" من رام الله، إن قرار الاحتلال الإسرائيلي باجتياح قطاع غزة جاء بعد نقاشات طويلة داخل "الكابينت" الإسرائيلي استمرت لأكثر من ثلاثة أيام، وانتهى إلى قرار احتلال مدينة غزة على مراحل، بهدف الضغط على حركة حماس للتفاوض وليس لإلحاق هزيمة عسكرية كاملة بها.
وأوضح أن قوة حماس الأساسية تتركز في خان يونس، وأن المقاتلين قد يهربون كما فعلوا سابقًا، مما يصعب على الاحتلال تحقيق انتصار عسكري كامل.
وأشار عودة إلى أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، الذي يزداد تصاعدًا في مؤتمرات مثل نيويورك والاعتراف الفرنسي، يشكل هدية لحركة حماس، وهو ما يثير قلق الاحتلال، وخاصة بنيامين نتنياهو، الذي يرى في ذلك تهديدًا لخطة الاحتلال. وأكد أن الاعتراف الدولي هو نتاج لتضحيات الشعب الفلسطيني والجهود الدبلوماسية، مشددًا على أن المطالب الفلسطينية بسيطة ومشروعة، وهي إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، اعتبر عودة أن هذه العمليات لن تحقق أهداف الاحتلال، بل تهدف إلى الضغط على حماس لتحقيق شروط الاحتلال الخمسة، لكنه استدرك بأن حماس لم تستجب لأي من هذه الشروط حتى الآن، لأنها حركة أيديولوجية عقائدية وليست حركة سياسية تقبل التفاوض على هذه الأسس.
وتحدث عودة عن استمرار العمليات والمقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الرهائن لا يزالون بأيدي الفصائل الفلسطينية، وأن الاحتلال لم يسترجع جنوده المصابين أو القتلى، وأن نتنياهو يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الجنوب، وهو ما يعتبره انتصارًا إيديولوجيًا كبيرًا بالنسبة له وللمستوطنين الذين يرغبون في إقامة مناطق جديدة هناك.
وختم الدكتور رمزي عودة بالتأكيد على أن الحرب التي استمرت لأكثر من عامين هي أكبر من مجرد تحرير الرهائن أو نزع سلاح حماس، فهي حرب إبادة وتهجير تستهدف أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، مشددًا على ضرورة فهم هذا السياق لفهم عمق الصراع الحالي.