قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

انفراجة في جيب المواطن| تراجع أسعار الزيت والسكر والدواجن.. والغرف التجارية تعلق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطن المصري منذ سنوات، بدأت الأسواق تشهد ملامح انفراجة حقيقية مع تراجع أسعار عدد من السلع الأساسية، وظهور مبادرات جديدة من الحكومة والقطاع الخاص لضبط الأسواق وتخفيف الأعباء على الأسر. هذه الجهود، التي جاءت عبر اجتماعات مكثفة وتحركات ميدانية، تعكس رغبة مشتركة في إعادة التوازن للسوق وضمان توافر السلع بأسعار في متناول الجميع.

الخصومات.. حسب طبيعة المنتج

أوضح أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، أن تحديد نسب الخصم ليس أمرًا ثابتًا أو مرتبطًا بدراسة عامة، بل يختلف من منتج لآخر تبعًا لهوامش الربح وطبيعة كل سلعة.
الخصومات.. حسب طبيعة المنتج

أكد الشاهد أن هوامش الربح في السلع تختلف بشكل كبير، فالسلع سريعة الدوران عادةً ما تكون أرباحها منخفضة، بينما السلع المعمرة أو ذات الطلب الأقل قد تحقق هامش ربح أعلى. وبالتالي، لا يمكن فرض نسبة خصم موحدة على جميع المنتجات، بل يجب دراسة كل سلعة على حدة لتحديد نسبة الخفض المناسبة.

اجتماعات مكثفة لبحث تخفيض الأسعار

وأشار رئيس غرفة الجيزة التجارية إلى أن هناك تحركًا جادًا في هذا الملف منذ اجتماع رئيس الوزراء قبل أسبوعين، حيث عقدت الغرفة عدة اجتماعات مع الشعب النوعية مثل شعبة المواد الغذائية، وشعبة المخابز، وشعبة الاستيراد والتصدير، وشعبة الأجهزة الكهربائية. كما جرى لقاء مع وزير التموين، حيث تم التأكيد على ضرورة أن تبدأ المبادرة من الشركة القابضة للمواد الغذائية، الأمر الذي سيؤثر بدوره على باقي الشركات في السوق، نظرًا لأن المنافسة ستدفع الجميع لتخفيض الأسعار.
 

انخفاض ملحوظ في أسعار 15 سلعة أساسية

وكشف الشاهد أن المبادرة أسفرت عن خفض أسعار نحو 15 سلعة بنسبة تتراوح بين 5% و18%، من بينها اللحوم المجمدة، اللحوم السودانية، الدواجن، السكر، الزيت، السمن النباتي، الأرز، زيت الذرة، المكرونة، الشاي، الصلصة، والدقيق. كما شمل التخفيض منتجات أخرى مثل المنظفات، الحلوى، المخبوزات، الملح، والعصائر.

عوامل أخرى لتقليل الأسعار بخلاف الدولار

ولفت الشاهد إلى أن خفض الأسعار لا يرتبط فقط بسعر الدولار، إذ إن بعض السلع تستورد من الاتحاد الأوروبي باليورو، مما يجعل العملة الأوروبية مؤثرة أيضًا. وأكد أن تسهيل إجراءات التخليص الجمركي وسرعة خروج البضائع يقلل من الغرامات المفروضة على شركات الشحن، والتي غالبًا ما تنعكس على سعر المنتج النهائي. كما أن بعض التجار يضطرون لتخفيض الأسعار لتجنب تلف البضائع سريعة الفساد مثل الخضروات والفواكه.

 

انخفاض في أسعار الزيت والسكر والدقيق

أكد جلال معوض عمران، النائب الأول لرئيس شعبة المواد الغذائية، أن الأسواق تشهد وفرة في المعروض من السلع الأساسية، وفي مقدمتها الزيت والسكر والدقيق، بالإضافة إلى الأصناف التي يحتاجها المستهلك المصري يوميًا. وأوضح أن الأسعار انخفضت بنسب تتراوح بين 10% و20% خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو استقرار سعر الصرف وتراجعه، فضلًا عن سهولة توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد هذه السلع.

دعوة المستوردين والمصنعين للتجاوب

وأشار عمران إلى أن الاستفادة من التسهيلات الجمركية وتوفير العملة لاستيراد الخامات الأساسية يجب أن ينعكس على أسعار المنتجات النهائية، إلا أن بعض الشركات والمستوردين لم يخفضوا أسعارهم بالشكل الكافي، خاصة في منتجات الألبان بأنواعها، سواء السائلة أو المصنعة أو الأجبان. وأعرب عن أمله في أن تشهد الفترة القادمة تجاوبًا أكبر من هذه الشركات بما يتناسب مع الانخفاض في تكاليف الإنتاج.

اجتماعات وتحركات لخفض الأسعار

وكشف عمران عن اجتماعات دورية تُعقد داخل الغرفة التجارية بالقاهرة لمطالبة التجار بخفض الأسعار، إلى جانب تنظيم أسواق وشوادر "اليوم الواحد" التي يتم فيها عرض السلع بهامش ربح بسيط. وأكد أن هذه المبادرات تهدف إلى إتاحة المنتجات بأسعار مناسبة للمواطنين، وتخفيف العبء المعيشي عنهم.

انخفاض في أسعار الدواجن.. واللحوم خارج المعادلة

وأوضح عمران أن أسعار الدواجن وأجزائها شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، بينما لم تتجاوب أسواق اللحوم الحمراء مع هذه الموجة من التراجع، بسبب عدم خفض المربين ومحلات الجزارة لأسعارهم، مما أبقى أسعار اللحوم عند مستوياتها المرتفعة.

خطط مستقبلية للأسواق المخفضة

وأشار إلى أن هناك اجتماعات تمت بين رئيس الوزراء ورؤساء الغرف التجارية، أسفرت عن وضع ورقة عمل لتنظيم شوادر وأسواق تابعة للغرفة التجارية، بهدف بيع المنتجات بهامش ربح بسيط يغطي تكاليف التشغيل فقط. وأكد أن هذه الأسواق ستظهر قريبًا في مختلف المناطق، مع تكثيف العروض والخصومات خلال الفترة المقبلة، حتى يشعر المواطن بتحسن حقيقي مقارنة بالفترات الماضية.

الطريق نحو سوق أكثر عدلًا للمستهلك

التحركات الجارية بين الحكومة والقطاع الخاص تعكس إدراكًا جماعيًا بأن استقرار الأسعار ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة لحماية المستهلك ودعم الاستقرار الاقتصادي. ورغم أن بعض القطاعات تجاوبت سريعًا، إلا أن المرحلة القادمة تتطلب التزامًا أكبر من جميع أطراف السوق، حتى يشعر المواطن بتحسن حقيقي ومستدام في قدرته الشرائية.