أعلنت الأمم المتحدة قطاع غزة منطقة مجاعة، ومع ذلك لم نشهد في اليومين الماضيين أي تحسن ملموس في حجم المساعدات التي تدخل إلى القطاع، خاصة إلى مدينة غزة وشمالها.
الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "تزداد الأوضاع خطورة مع تتابع سقوط الضحايا جراء المجاعة والقتل اليومي بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، وأعمال التدمير والنزوح القسري، الحالة الإنسانية تتدهور يومًا بعد يوم.
وأضاف الشوا، خلال مداخلة مع الإعلامي كريم حاتم، على قناة "القاهرة الإخبارية": "بحسب التقرير المرحلي للأمم المتحدة، وصلت مدينة غزة إلى المرحلة الخامسة في تصنيف الأمن الغذائي، ما يعني اشتداد الأزمة بشكل كبير.. لا يمكن الحديث عن تخفيف حدة المجاعة دون معالجة عدة قضايا، مثل زيادة كميات الغذاء المدخلة، وضمان استمرار تدفق المياه، والتعامل مع مشكلة النزوح وتوفير الحماية والمدن الآمنة للمدنيين."
وحول مدى تغطية الاحتياجات اليومية للسكان، أوضح الشوا: "الاحتياجات الحالية لا تغطي إلا حوالي 10% فقط من المتطلبات الأساسية للاستجابة الإنسانية، الاحتلال الإسرائيلي يهدد بإغلاق المعابر وحصار مدينة غزة بشكل كامل مع بدء عملية الاجتياح، ما سيمنع دخول المساعدات والمواد الأساسية، وهذا مؤشر خطير يعمق الأزمة الإنسانية، خاصة لأولئك الذين سيبقون في المدينة أو في وسط وجنوب القطاع الذين يعانون بالفعل من مستويات متقدمة من المجاعة."
وتحدث عن الوضع التعليمي قائلاً: "استهداف الاحتلال الإسرائيلي شمل المعلمين والطلاب ومرافق البنية التحتية التعليمية مثل المدارس والجامعات، حيث تم تدميرها جزئيًا أو كليًا، كما يمنع الاحتلال إدخال مستلزمات التعليم، ويعتبرها مواد غير ضرورية، في المقابل، تمكنت الشبكة مع شركائها من إنشاء مئات النقاط التعليمية داخل مراكز الإيواء، وهي عبارة عن خيام توفر التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى الفحص الطبي والتغذوي للطلاب."
وأشار إلى أن "العديد من هذه الخيام تقع في مناطق يُجبر الاحتلال على إخلائها، ما يجعل عملية التعليم في ظل الظروف النفسية الصعبة والتهديدات المستمرة عملية معقدة وخطرة."
الإغاثة الطبية: الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات
من جانبه قال الدكتور محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يستهدف بشكل مباشر المدنيين داخل قطاع غزة، خصوصًا أولئك الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية.
وأضاف أبو عفش، خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن عدد الشهداء ارتفع اليوم إلى 14 شهيدًا، بالإضافة إلى 114 إصابة مؤكدة، مشيرًا إلى أن هناك شهداء ومصابين آخرين لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل وإطلاق النار العشوائي في مناطق متفرقة.
الطواقم الطبية تعمل تحت النار
وأكد «أبو عفش» أن الوضع الإنساني والطبي في قطاع غزة يزداد تعقيدًا، في ظل الاستهداف المستمر ليلًا ونهارًا، ما يصعّب تقديم الخدمات الإغاثية والطبية، ويحول دون نقل الجرحى في الوقت المناسب.
وأوضح «أبو عفش» أن المستشفيات تعاني من تكدس شديد بالجرحى والمرضى، حيث تستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من المصابين من مختلف المناطق، أبرزها منطقة الزيتون والمناطق الحدودية، التي تشهد عمليات عسكرية متواصلة، قائلا: «ما يتم تقديمه داخل المستشفيات هو الحد الأدنى من الخدمات، لكن العمل مستمر على مدار الساعة رغم المخاطر».
وأشار إلى أن يوم أمس كان واحدًا من أكثر الأيام دموية، خاصة في جباليا البلد ومنطقة الزيتون، حيث سقط عدد كبير من الشهداء والمصابين نتيجة القصف المكثف، ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع.