قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، الأحد، إن الولايات المتحدة تسعى لفرض "إملاءات مذلة" على إيران، غير أن الشعب الإيراني سيقف بحزم في مواجهة ما وصفه بـ"الإهانة الكبرى".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن خامنئي قوله إن الدعوات إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن "تصدر عن أشخاص ضيقي الأفق"، موضحاً أن العداء الأمريكي لإيران ليس وليد اللحظة، بل هو نهج مستمر منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، حيث تعاقبت الإدارات الأمريكية على سياسة العقوبات والضغوط والتهديدات.
وأضاف المرشد الإيراني أن أعداء الجمهورية الإسلامية أدركوا من خلال صمود الشعب وتكاتفه مع مؤسسات الدولة والقوات المسلحة أن إيران ليست دولة يمكن إخضاعها عبر الحروب أو الضغوط العسكرية. لكنه حذر في الوقت ذاته من محاولات جديدة تهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية عبر بث الانقسامات الداخلية وتأليب الرأي العام.
وكشف خامنئي أن بعض القوى المرتبطة بالولايات المتحدة عقدت اجتماعاً في عاصمة أوروبية، غداة الهجوم الذي تعرضت له إيران في 13 يونيو، لمناقشة ما وصفه بـ"مرحلة ما بعد الجمهورية الإسلامية".
وأكد أن تلك الأطراف وصلت إلى حد من "الغرور والجهل" دفعها لتعيين شخصية بديلة لشاه محتمل، معتبراً أن وجود إيراني ضمن هذه المخططات يمثل "خيانة وطنية مخزية".
وأشاد خامنئي بما وصفه بـ"تلاحم الشعب والحكومة والقوات المسلحة"، مؤكداً أن هذا الصمود أجهض محاولات تقويض النظام الإسلامي وأثبت فشل رهانات خصوم إيران على زعزعة الاستقرار الداخلي.
وفي سياق حديثه، تطرق المرشد الإيراني إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، مندداً بما سماه "جرائم لا سابقة لها في التاريخ"، من تجويع جماعي وقتل للأطفال والنساء، محملاً الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين مسؤولية دعم هذه الانتهاكات.
وتأتي تصريحات خامنئي في وقت تواجه فيه إيران تحديات مركبة، داخلية وخارجية، من بينها تزايد الضغوط الاقتصادية بفعل العقوبات الأمريكية، واستمرار التوتر الإقليمي على خلفية الحرب في غزة وتصاعد المواجهات مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن خطاب خامنئي يعكس استراتيجية مزدوجة، وزيد من التصعيد ضد واشنطن وتل أبيب من جهة، وفي نفس الوقت يؤكد على صلابة الجبهة الداخلية من جهة أخرى، بما يضمن بقاء النظام متماسكاً أمام ما يعتبره "حرباً هجينة" تستهدف إيران عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.