كشفت القناة العبرية "12"، عن تفاصيل اتفاقية أمنية وشيكة بين سوريا وإسرائيل، يجري إعدادها بوساطة أمريكية وبدعم من دول خليجية، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية بعد سنوات طويلة من الصراع.
وبحسب ما نقلته القناة، فإن الاتفاق يتركز على ضمان الأمن الإسرائيلي والحد من النفوذ الإيراني داخل سوريا، مع ترتيبات ميدانية تشمل منع تركيا من إعادة تسليح الجيش السوري، وحظر نشر أنظمة دفاع جوي أو صواريخ استراتيجية على الأراضي السورية، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطاً أساسياً للحفاظ على تفوقها الجوي.
ويتضمن الاتفاق أيضاً إنشاء ممر إنساني يصل إلى منطقة جبل الدروز في السويداء لدعم الطائفة الدرزية في ظل التوترات المتصاعدة، إضافة إلى نزع السلاح من مرتفعات الجولان الممتدة بين دمشق والسويداء، بما يحد من أي تهديدات قريبة من الحدود الإسرائيلية.
كما يطرح الاتفاق مقترحات لإعادة إعمار سوريا بتمويل أمريكي ومساهمات خليجية، مقابل تقليص الوجود الإيراني العسكري والسياسي في البلاد.
وأكد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، خلال لقاء سابق مع وفد إعلامي عربي، أن المفاوضات مع إسرائيل قطعت شوطاً متقدماً، مشيراً إلى أن أي اتفاق سيُبنى على أساس خطوط الهدنة لعام 1974.
وأضاف الشرع أن دمشق لن تتردد في اتخاذ أي قرار يخدم مصالح سوريا والمنطقة.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية السورية صحة ما يتداول بشأن موعد محدد لتوقيع اتفاق أمني مع إسرائيل في سبتمبر المقبل، ووصفت الأنباء المتداولة بأنها "عارية عن الصحة"، في إشارة إلى استمرار الغموض حول المسار الفعلي لهذه المباحثات.
ويندرج هذا التطور في سياق سلسلة تحركات دبلوماسية سرية شهدتها الأشهر الماضية، شاركت فيها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، بهدف بلورة تسوية أمنية بين دمشق وتل أبيب.
وأشارت تقارير إلى أن نحو 80% من النقاط الخلافية تمت معالجتها، بينما ما تزال بعض الملفات الحساسة، مثل الوجود الإسرائيلي في مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، موضع نقاش لم يُحسم بعد.
وبينما ترى إسرائيل في الاتفاق فرصة لإرساء ترتيبات أمنية تقلص من المخاطر المحيطة بها، يحذر خبراء من أن هذه التسوية، إن تمت، ستكون محفوفة بالمخاطر الاستراتيجية، سواء لدمشق التي تواجه انقساماً داخلياً حول جدوى التطبيع مع إسرائيل، أو لتل أبيب التي قد تجد نفسها أمام التزامات أكبر مما تتوقع في إعادة الإعمار وضمان الاستقرار السوري.
ومع استمرار التصريحات المتباينة بين نفي رسمي سوري وتسريبات إسرائيلية متكررة، يبقى مستقبل الاتفاق غير واضح، في انتظار ما ستكشفه الأسابيع المقبلة من تطورات قد تحدد مسار مرحلة جديدة في المنطقة.