أعلن باحثون من جامعة سيتشوان في الصين عن تطوير حبيبات نباتية دقيقة صالحة للأكل يمكن إضافتها إلى الشاي أو الحلويات، بهدف مساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن بطريقة طبيعية وبعيدة عن التدخلات الجراحية أو الأدوية ذات الآثار الجانبية، وقد عُرضت نتائج هذه الأبحاث في الاجتماع الرقمي للجمعية الكيميائية الأمريكية لخريف 2025.
البوليفينول: الأساس العلمي للتجربة
تقوم الفكرة على استخدام البوليفينول، وهي مركبات طبيعية موجودة في الشاي والفواكه والخضراوات والشوكولاتة الداكنة والقهوة والأعشاب البحرية، هذه المواد تعمل كمضادات أكسدة قوية وعند استهلاكها ترتبط بالدهون داخل الأمعاء، وتمنع امتصاصها.
كيفية تصنيع الحبيبات
قام الفريق بدمج البوليفينول المستخلص من الشاي الأخضر مع فيتامين E لتكوين هياكل دقيقة قادرة على الارتباط بالدهون، ثم غُلّفت هذه الحبيبات بطبقة بوليمرية طبيعية مشتقة من الأعشاب البحرية لحمايتها من حموضة المعدة، وبمجرد وصولها إلى الأمعاء تتمدد الطبقة الواقية وتطلق المركبات التي تحتجز الدهون المهضومة جزئيًا.
تجربة على الفئران
أجرى الباحثون تجربة على ثلاث مجموعات من الفئران:
مجموعة تناولت نظامًا غذائيًا عالي الدهون (60%).
مجموعة أخرى تناولت النظام ذاته مع الحبيبات الدقيقة.
مجموعة ثالثة اعتمدت نظامًا طبيعيًا قليل الدهون.
وخلال 30 يومًا، أظهرت الفئران التي حصلت على الحبيبات مع نظام غني بالدهون انخفاضًا بنسبة 17% من وزن الجسم، مع تراجع الأنسجة الدهنية وتقليل تلف الكبد، كما زادت كمية الدهون المطروحة في البراز مقارنة ببقية المجموعات.
مقارنة مع الأدوية التقليدية
أوضح الباحثون أن هذه الحبيبات لم تُظهر آثارًا جانبية معوية مثل تلك المرتبطة بدواء أورليستات، وهو علاج معتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لكنه قد يسبب مشكلات في الكبد والكلى لدى بعض المرضى.
ضرورة اجراء تجارب على البشر
رغم النتائج المشجعة، شدد خبراء لم يشاركوا في البحث، مثل البروفيسور نافيد ستار من جامعة جلاسكو، على ضرورة إجراء تجارب سريرية على البشر قبل التوصل إلى استنتاجات نهائية، وأكدوا أن التجارب على الفئران ليست كافية للتأكد من فاعلية وأمان هذه الحبيبات لدى الإنسان.
التجارب السريرية
بدأ فريق البحث بالفعل التعاون مع شركة للتكنولوجيا الحيوية لتصنيع الحبيبات على نطاق أوسع، كما أطلقوا تجربة سريرية أولية شملت 26 مشاركًا بالتعاون مع مستشفى جامعة سيتشوان، ويتوقع الباحثون ظهور البيانات الأولية خلال العام المقبل، مما قد يمهد الطريق لتطبيق هذا الابتكار سريريًا في المستقبل.