قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قوله تعالى: «فاستقم كما أُمرت» يؤكد أن الاستقامة في الدين تكون وفق ما أمر الله به، لا كما يشتهي الإنسان أو يريده على هواه، موضحًا أن بعض الناس يتخذون الدين وفق راحتهم الشخصية، وهو أمر يخالف صريح القرآن.
عبارة "ربنا رب قلوب"
وأضاف الجندي، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن عبارة "ربنا رب قلوب" شائعة بين الناس، لكنها كثيرًا ما تُستغل لتبرير الأخطاء وترك الالتزام بالشرع، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى هو رب القلوب والجوارح معًا، وأن النية الصالحة لا تُصلح العمل الفاسد، لأن الأخير يترتب عليه ضرر وآثار لا يمكن تجاهلها.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الاستغفار مطلوب بعد الوقوع في الخطأ، لكنه لا يعني الاستمرار في ارتكاب المعصية معتمداً على سعة رحمة الله، مشددًا على أن "الخطأ فعل الشيطان، أما الاستغفار فهو أمر الرحمن".
تعليم الناس
وأشار الجندي إلى أن من يكتفي بالقول إن "الله رب قلوب" دون التزام بشرع الله، يخلط بين المعاني، متسائلًا: لو كان الأمر مجرد قلوب، فلماذا بعث الله الأنبياء؟ مؤكدًا أن إرسال الرسل إنما كان لتعليم الناس الأحكام الشرعية والعبادات.
كما ضرب الجندي مثالاً بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، موضحًا أنه كان يتعبد في غار حراء ويتحسس طريق الحق بعقله وفطرته، لكن العبادة الكاملة لم تتحقق إلا بالوحي الذي أنزل عليه: «ووجدك ضالًا فهدى»، مبينًا أن معرفة الله تكون بالعقل، بينما عبادته الصحيحة لا تكون إلا بالشرع.