قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن من أعظم الدروس التي نتعلمها من سيرة النبي محمد ﷺ، هي خُلق السماحة، مؤكداً أن النبي لم يكن سمحاً فقط في تعامله مع أحبّته، بل حتى مع من أساء إليه أو تجاوز في الحديث.
قصة النبي مع أعرابي
وأشار الشيخ عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إلى قصة وقعت بين النبي ﷺ وأعرابي جاء يسأله صدقة، قائلاً: "جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام يطلب الصدقة، فأعطاه النبي، ثم سأله: أحسنت إليك يا أعرابي؟ فقال الأعرابي: لا أحسنت ولا أجملت".
وأضاف: "رغم أن هذا الرد فيه جفاء، والنبي أعطاه، إلا أن الرسول لم يغضب، بل تصرف بأعلى درجات السماحة، ومنع الصحابة من الانفعال عليه، ثم أخذ الرجل إلى بيته، وأعطاه المزيد حتى رضي وقال: نعم، أحسنت وأجملت، جزاك الله خيراً يا رسول الله".
الرفق والسماحة
وتابع الشيخ عبد المعز، موضحاً كيف حرص النبي على تصفية النفوس، فقال للأعرابي: «إن في نفس أصحابي منك شيئاً»، وخرج به إلى الصحابة ليريهم أنه قد رضي، وقال لهم النبي: "مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل شردت ناقته"، في إشارة إلى أن الشدة لا تُجدي، بل تؤدي إلى النفور، بينما الرفق والسماحة هما طريق التغيير الحقيقي.
وقال: "النبي ﷺ علمنا أن الأمور تأتي باللين، لا بالعنف، وبالسماحة لا بالغضب. من كان سمحاً في تعامله، حاز رضا الله ورضا الناس، وهكذا كان حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام".