قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

البابا لاون يترأس قداس إعلان قداسة الطوباويين بييرجورجيو فرسّاتي وكارلو أكوتيس

البابا لاون
البابا لاون

أعلن صباح اليوم، قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، قداسة الطوباويين بييرجورجيو فرسّاتي، وكارلو أكوتيس، وسط حضور عشرات الآلاف من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم، وذلك بساحة القديس بطرس، بالفاتيكان.

وارتفعت الصلوات باللغات المتعددة فيما زُيّنت واجهة البازيليك بصور القديسين الشابين، لتتعانق مع الهتافات، والتصفيقات لحظة إعلان قداستهما، في مشهد جسّد فرح الكنيسة الجامعة بقداسة الشباب، وبساطة الإنجيل.

وفي عظته، استلهم الأب الأقدس من سفر الحكمة سؤال الملك سليمان: "وَمَنْ عَلِمَ مَشورَتَك، [يا رب] لو لم تُؤتِ الحِكمَة؟"، مبيّنًا أنّ هذا التساؤل يعكس عطش الشباب إلى المعنى، تمامًا كما عاشه فرسّاتي وأكوتيس. وأوضح أنّ وفرة الخيرات – الصحة، الجمال، الشباب – لا تكفي ما لم تُستنر بحكمة الله، لأن أكبر خطر في الحياة هو أن تُبدّد بعيدًا عن مشروعه.

حمل الصليب 

وتوقف الحبر الأعظم عند إنجيل اليوم الذي يدعو فيه يسوع تلاميذه إلى حمل الصليب والتجرّد من كل ما يملكون، معتبرًا أنّه الطريق الوحيد لاتباعه. ومن هذا المنطلق أشار إلى أنّ العديد من القديسين، مثل فرنسيس الآسيزي وأوغسطينوس، وجدوا دعوتهم الحقيقية حين أجابوا في شبابهم "نعم" لله.

وهكذا أيضًا فعل القديسان الجديدان: بييرجورجيو الذي شهد لإيمانه من خلال الصلاة، الصداقة، والالتزام في العمل الكنسي والاجتماعي حتى في خدمة الفقراء، وكارلو الذي عاش في قلب حياته العائلية والطلابية محبة الإفخارستيا، وعبّر عنها بالقول: "أمام الشمس يسمر الجلد، أما أمام الإفخارستيا فنصبح قديسين". 

وأشار الأب الأقدس إلى أن كلاهما قد غذّى مسيرته الروحية بوسائل بسيطة وفي متناول الجميع: القداس اليومي، السجود للقربان، الاعتراف المتكرر، ومحبة الفقراء، حتى تحولت حياتهما القصيرة إلى شهادة مضيئة لما يسميه البابا فرنسيس "قداسة الباب المجاور". ورغم مرضهما ورحيلهما المبكر، بقيا مثالاً حيًا على فرح الإنجيل والقداسة اليومية.



واختتم قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عظته مؤكّدًا أنّ القديسين فرسّاتي وأكوتيس هما رسالة حيّة موجّهة إلى شباب اليوم: لا تهدروا حياتكم بل وجّهوها "نحو العُلى". فهما يتركان لنا وصيّة واضحة: "لست أنا، بل الله"، كما كان يقول كارلو، و "إذا كان الله محور كل عمل تقوم به، فسوف تصل حتى النهاية"، كما كان يردد فرسّاتي.

بهذه الصيغة البسيطة، وإنما الرابحة، قدّما سرّ قداستهما، وبهذا الحدث التاريخي تتجدد دعوة الكنيسة لكل مؤمن، لكي يجعل حياته تحفة لله، وفرحًا في السماء.