قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

البحر الأحمر يصنع معايير جديدة للسياحة.. تفاصيل مهمة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

على شواطئ البحر الأحمر، تبرز مدينة الغردقة كوجهة عالمية لم تعد مجرد محطة لقضاء العطلات، بل أصبحت مركزًا نابضًا بالحياة السياحية، قادرة على منافسة كبريات المنتجعات الدولية. ما يجعلها مميزة ليس فقط مياهها الكريستالية أو مناخها المشمس على مدار العام، بل قدرتها على توظيف مواردها الطبيعية والبشرية في خلق تجربة سياحية متكاملة.

مارينا الغردقة: قلب الحركة البحرية

وسط المدينة، يتربع مارينا الغردقة السياحي كأيقونة حضرية تجمع بين الترفيه والأنشطة البحرية. من هنا تبدأ الرحلات اليومية نحو البحر في التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، حيث يحتشد السياح من مختلف الجنسيات استعدادًا لاكتشاف الجزر والشواطئ القريبة.
الخبير السياحي عصام علي يصف المكان بأنه "أكثر نقاط الجذب حيوية لزوار الغردقة"، ليس فقط لأنه رصيف انطلاق لليخوت والقوارب، بل لأنه يضم سلسلة واسعة من المطاعم والمقاهي التي تتحول مساءً إلى نقطة التقاء اجتماعي للسكان والزوار على حد سواء.

جزيرة الجفتون: اللؤلؤة المصرح لها بالاستضافة

من أبرز الوجهات التي تنطلق منها الرحلات البحرية جزيرة الجفتون، الجزيرة الوحيدة في البحر الأحمر المسموح بإقامة منشآت سياحية خفيفة عليها.
الجزيرة مقسمة إلى أربعة شواطئ رئيسية: "أورانج"، "براديس"، "المحمية"، وشاطئ مفتوح بلا خدمات، لتمنح الزائر خيارات متنوعة بين العزلة الطبيعية والأنشطة المنظمة. يوميًا، تبحر عشرات المراكب محملة بالسياح إلى هناك، حيث يقضون ساعات النهار بين السباحة، الغوص، والاسترخاء على الرمال البيضاء.

أنشطة تتجاوز الترفيه التقليدي

لا تقتصر مغامرات البحر في الغردقة على الجولات الشاطئية، بل تمتد إلى رحلات السفاري البحرية، الغوص وسط الشعاب المرجانية، ورحلات "الجلاس بوت" التي تتيح للزوار مشاهدة الحياة البحرية دون الغوص. أما اليخوت الفاخرة، فهي تظل رمزًا للترف والخصوصية التي تجذب شرائح معينة من السائحين.

انتعاش غير مسبوق

أيمن البحري، رئيس الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحي بالبحر الأحمر، يؤكد أن ما يميز الغردقة هو دمجها للأنشطة الشاطئية مع البنية التحتية المتطورة. ويشير إلى أن المحافظة تشهد حاليًا طفرة في معدلات الإقبال السياحي، حيث تستقبل الغردقة ومرسى علم زوارًا من أكثر من 20 جنسية مختلفة.
اللافت أن عودة السياحة الروسية مؤخرًا لعبت دورًا محوريًا في رفع معدلات الرحلات الجوية إلى مستويات قياسية، ما عزز من حالة الانتعاش التي تعيشها المنطقة.

قراءة أوسع للمشهد

الغردقة اليوم ليست مجرد وجهة لقضاء عطلة قصيرة، بل نموذج متكامل يوضح كيف يمكن لمدينة ساحلية أن تعيد تعريف علاقتها بالبحر. فالمعادلة التي تجمع بين الاستثمار السياحي المدروس والحفاظ على البيئة البحرية، تجعلها أقرب إلى أن تكون مختبرًا حيًا لصناعة السياحة المستدامة في مصر والشرق الأوسط.