قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما حكم من ترتدي الحجاب ثم تخلعه بعد فترة؟.. أمين الإفتاء يجيب

الحجاب
الحجاب

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة: "ما رأي فضيلتكم في الفتاة التي ترتدي الحجاب ثم تخلعه بعد فترة أو تترك الصلاة؟".

وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين: "قال تعالى: ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن هنا علينا ألّا نُسارع بالحكم أو الاتهام، بل نلتمس الأسباب ونبحث عن الظروف التي دفعت هذه الفتاة لاتخاذ هذا القرار، ربما شبهة أُثيرت في ذهنها، أو موقف مرّت به ترك أثرًا نفسيًا صعبًا، أو تعرضت لضغط اجتماعي أو تأثير من صحبة غير صالحة، نحن لا نعالج الخطأ بالتشدد أو القسوة".

أمين الإفتاء: الرفق السبيل الصحيح للتعامل مع من وقع في ذنب

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الرفق هو السبيل الصحيح للتعامل مع من وقع في ذنب أو خطأ، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ عندما جاءه شاب يستأذنه في ارتكاب كبيرة من الكبائر، فاحتواه النبي وسأله بحكمة: "أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟"، حتى اقتنع الشاب دون توبيخ أو تهديد.

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء "التكليفات الشرعية جاءت لتحقق لنا مصالح، وتحفظ علينا ديننا وأخلاقنا، والنبي ﷺ قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فهل من مكارم الأخلاق أن نحكم على فتاة بالفسق أو النفاق لمجرد تصرف واحد دون أن نعرف ما وراءه؟".

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن كثيرًا من الناس باتوا يتربصون بأخطاء غيرهم، فقط ليُظهروا أنفسهم بأنهم الأفضل أو الأتقى، وينسون أن الغاية من النصيحة هي مصلحة المخطئ لا الإدانة، قائلاً: "نحن لا نُهاجم الأشخاص بل الأفعال، ولا نستقبح الإنسان، بل نستقبح الذنب، وفرقٌ كبير بين الاثنين".

وضرب أمين الفتوى في دار الإفتاء مثالًا مؤثرًا من فتح مكة، حين سمع النبي ﷺ مجموعة من الشباب يسخرون من الأذان، وكان فيهم أبو محذورة الذي كان يقلّد المؤذن بصوت حسن، فبدل أن يُعاقبه، احتواه النبي ﷺ، وطلب منه أن يرفع صوته بالأذان، وقال له: "صوتك جميل.. أنت مؤذن مكة"، فخرج من عند النبي ﷺ وهو لا يحب أحدًا أكثر منه.

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن المعاصي لا تعالج بالقسوة ولا بالعنف اللفظي أو المعنوي، بل بالفهم، والاحتواء، والبحث عن الجذور، مؤكدًا أن كثيرًا من أبناءنا وبناتنا يتأثرون بما يشاهدونه على الهواتف المحمولة والتطبيقات الحديثة، ونحن لا ندرك حجم هذا التأثير ونحن بجوارهم.

وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء "مطلوب منّا أن نفكر في علاج المشكلة، لا أن نصدر الأحكام الجاهزة بالتكفير أو الفسق أو الفجور. علينا أن نتأسى بمنهج النبي ﷺ في الرحمة، والفهم، والدعوة بالحكمة. ونسأل الله أن ينير بصيرتنا جميعًا".