شهدت مدينة غزة صباح اليوم، الخميس، تصعيدًا عسكريًا جديدًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في استهدافات متفرقة استهدفت أحياء سكنية ومناطق للنازحين.
جيش الاحتلال: سنواصل استهداف الأبراج في غزة التي تشكل تهديدا مباشرا على قواتنا
أكد جيش الاحتلال أنه سيواصل استهداف الأبراج في مدينة غزة التي تشكل تهديدا مباشرا على قواته، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قصفًا عنيفًا استهدف خيام النازحين قرب شارع اليرموك، أسفر عن استشهاد رضيعة ومواطن آخر، إلى جانب عدد من الإصابات الخطيرة، فيما أدى إطلاق نار عشوائي على مخيم البريج وسط القطاع إلى استشهاد طفل.
أعلنت الطواقم الطبية في مستشفى المعمداني سقوط شهيدة وعدد من الجرحى جراء قصف استهدف حي الشجاعية شرقي المدينة، في حين استشهد مدني آخر برصاص الاحتلال أثناء انتظاره للمساعدات شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
تأتي هذه الهجمات بعد خرق الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في 18 مارس الماضي، والذي دام شهرين فقط، وسط استمرار الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع بعد 22 شهرًا من الحرب المتواصلة.
أبو شامة: إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق طموحات نتنياهو هدف إسرائيل الآن
أكد محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن إسرائيل تشهد منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 تحولات سياسية وعسكرية عميقة، معتبرًا أن هذا التاريخ يمثل نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة، وأن تداعياته مستمرة على مختلف المستويات.
وفي مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أشار أبو شامة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، والتي استهدفت قيادات من حركة حماس، لا تمثل فقط تصعيدًا ضد الحركة، بل تُعد ضربة مباشرة لدولة تلعب دور الوسيط في عملية السلام، وهو ما يمثل تغييرًا خطيرًا في قواعد الاشتباك الإقليمي.
قال أبو شامة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل هجوم 7 أكتوبر لتنفيذ أجندة سياسية طويلة الأمد، تشمل إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، القضاء على المقاومة الفلسطينية، استعادة السيطرة على قطاع غزة، وتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
وشدد على أن حكومة نتنياهو الحالية تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وتعمل بشكل مباشر على تحقيق أهداف كانت تراود الحكومات السابقة، لكنها لم تنجح في تنفيذها بالكامل، مشيرًا إلى أن الهدف النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية بشكل كامل.
اعتبر أبو شامة أن الدعم الأمريكي، لا سيما خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، منح إسرائيل تفويضًا مفتوحًا للتحرك بحرية في ملفات المنطقة، قائلًا:"هناك توافق أيديولوجي وفكري بين نتنياهو وترامب، والإدارة الأمريكية كانت تعتقد أن استخدام القوة هو الطريق نحو السلام".
واختتم أبو شامة بأن استهداف قطر، رغم كونها حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، يحمل رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تؤمن بالمسارات التفاوضية، وتعمل على نسف أي دور عربي أو دولي في الوساطة، واعتبار السابع من أكتوبر نقطة نهاية للقضية الفلسطينية.