قالت السياسية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، إن الضوء الأخضر الأمريكي لإسرائيل لاستهداف قادة حماس في قطر لم يأتِ فقط في سياق مكافحة الإرهاب، بل كرسالة سياسية واضحة من ترامب بعد رفض الحركة للصفقة الأخيرة، الرئيس الأمريكي أراد أن يظهر الحزم وأن يثبت أن التحدي له ثمن، فتبنى علناً استراتيجية إسرائيل القائمة على استهداف القيادة. بالنسبة لإسرائيل، هذا الموقف الأمريكي يفتح المجال أمامها لضرب البنية الخارجية لحماس التي كانت تعمل بأمان في الخارج، وهو ما يضع حداً لفكرة "الملاذ الآمن".
وأوضحت السياسية الأمريكية إيرينا تسوكرمان خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، ان أكبر المتضررين من هذا التحول هي قطر، التي استضافت قيادة حماس كجزء من استراتيجيتها لتحقيق نفوذ إقليمي عبر الجمع بين دور الوسيط ورعاية الفصائل الإسلامية. لكن أي استهداف على أراضيها سيضعها في موقف متناقض، ويجبرها على الاختيار بين الابتعاد عن حماس أو خسارة صورتها كوسيط مقبول.
و أشارت انه في المقابل، تبرز مصر كالرابح الأكبر. فقد ظلت الوسيط الأساسي بين غزة وإسرائيل في ملفات التهدئة وتبادل الأسرى والمعابر، ومع تراجع وزن المكتب الخارجي لحماس، ستزداد حاجة الحركة إلى القاهرة. هذا يعزز مكانة مصر ويمنحها أوراق ضغط إضافية على الحركة وعلى واشنطن وتل أبيب معاً. كما يتيح لها أن تظهر في المنطقة باعتبارها الدولة المسؤولة والمستقرة التي تدير الأزمات بدلاً من تمكينها.
على المستوى الإقليمي، يعيد هذا التطور رسم خريطة النفوذ. فهو يضعف النموذج القطري القائم على استضافة أطراف مرفوضة، ويعزز صورة مصر كالمركز الطبيعي للوساطة الفلسطينية. في الوقت ذاته، يرسخ السردية الإسرائيلية القائمة على الردع، ويتماشى مع توجه أمريكي جديد يقوم على مكافأة الدول التي تساهم في الاستقرار ومعاقبة من يعرقل التسويات.
بذلك، يتحول المشهد إلى استقطاب أوضح: دول براغماتية تسعى لترسيخ الاستقرار مثل مصر، مقابل قوى تعتمد على رعاية الفصائل المسلحة مثل قطر. ومع تراجع خيارات حماس وتضييق هامشها الخارجي، تبدو القاهرة في موقع يؤهلها لتكون مركز الثقل الإقليمي الذي يزداد نفوذه كلما تعثرت الآخرين.
