أوضح الفقهاء أن قضاء الصلاة الفائتة واجب متى تذكرها المسلم إذا كان قد نسيها، أو عند استيقاظه إن كان نائمًا وقتها، مستندين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك" وبناء على هذا الحديث، فمن استيقظ لصلاة الفجر وقد فاتته صلاة العشاء مثلًا، فعليه أن يبدأ بقضاء العشاء أولًا، ثم يؤدي صلاة الفجر، ولا يجوز له تأخير الفائتة إلى وقتها في اليوم التالي، لأن ذلك يُعد تهاونًا في أداء ما فُرض.
وبين العلماء أن تأخير الصلاة من غير عذر مكروه، بل هو من الأخطاء الكبيرة التي ينبغي التنبه لها، وعلى المسلم أن يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، ولا يتركها إلا لعذر قهري كالنوم أو النسيان، ولا يتخذ من التعب أو الانشغال عذرًا دائمًا.
وأوضح الفقهاء أن النوم قبل صلاة العشاء مكروه، مستندين إلى حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، الذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان لا يحب النوم قبل العشاء، ولا الحديث بعدها"، وهو ما رواه البخاري ومسلم، في دلالة على أهمية المحافظة على هذه الصلاة وعدم التهاون بها.
ومن غلبه التعب عند دخول وقت العشاء، جاز له أن يرتاح قليلاً في أول الوقت ثم يؤدي الصلاة في آخره قبل خروج وقتها، بشرط ألا يؤدي به ذلك إلى النوم عنها أما من نام قبل دخول وقت العشاء، فعليه أن يجتهد للاستيقاظ قبل طلوع الفجر، مستخدمًا كل ما يمكنه من وسائل التنبيه، حتى لا تفوته الصلاة، مع أهمية تنظيم الوقت وتحديد أولويات اليوم بما يضمن أداء الصلاة في وقتها بخشوع.
وفيما يخص من فاته وقت العشاء واستيقظ صباحًا، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "إذا فاتتني صلاة العشاء واستيقظت في الصباح، فهل أصليها جهرًا أم سرًا؟"
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن صلاة العشاء من الصلوات الجهرية، وكذلك صلاة الصبح فمن استيقظ قبل طلوع الشمس لأداء الفجر، وكان عليه قضاء العشاء، فعليه أن يصليها جهرًا، لأن الوقت وقت صلاة جهرية.
أما إذا استيقظ بعد طلوع الشمس، أي بعد انتهاء وقت الفجر ودخول وقت الظهر – وهو وقت صلاة سرية – فحينها يصلي العشاء قضاءً لكن بطريقة سرية، احترامًا للوقت الذي تؤدى فيه الصلاة.
وبذلك يتضح أن الجهر أو الإسرار في الصلاة الفائتة يعتمد على الوقت الذي تُقضى فيه، لا على وقتها الأصلي، وهو ما أجمع عليه جمهور العلماء.