تشهد منتجعات البحر الأحمر منذ مطلع الموسم الصيفي رواجًا استثنائيًا في حركة السياحة، تصدرتها الوفود الألمانية التي جاءت في المرتبة الأولى بين الجنسيات الأوروبية الأكثر إقبالًا على مدينتي الغردقة ومرسى علم، ما يعكس الثقة المتنامية في المقصد المصري كواحد من أهم الوجهات الترفيهية على البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وأكد علاء عاقل، الخبير السياحي والرئيس التنفيذي لإحدى المجموعات الفندقية الكبرى بالبحر الأحمر، أن ألمانيا لا تزال الشريك السياحي الأبرز للمنطقة، بعدما سجلت أعلى نسب الوصول على متن الرحلات الجوية المباشرة لمطاري الغردقة ومرسى علم. وأضاف أن السوقين البولندي والإنجليزي اقتسما المرتبة التالية في حجم التوافد السياحي، فيما جاء الروس بعدهم في الترتيب، خاصة إلى مدينة الغردقة.
ولم يقتصر الإقبال على الجنسيات الأجنبية فقط، بل لعب السوق المحلي دورًا محوريًا هذا العام، حيث احتل المصريون المرتبة الثالثة في حجم الوصول إلى منتجعات البحر الأحمر خلال فترة الإجازة الصيفية، وهو ما انعكس مباشرة على ارتفاع نسب الإشغال داخل الفنادق والمنتجعات إلى مستويات قياسية بلغت في العديد منها 100% قبل انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وبحسب تقديرات خبراء السياحة، استقبلت فنادق البحر الأحمر ما يقرب من مليوني زائر محلي خلال الموسم الصيفي وحده، بمتوسط نصف مليون سائح مصري شهريًا، وهو رقم غير مسبوق يترجم تنامي مكانة السياحة الداخلية كركيزة داعمة لحركة القطاع، ويؤكد أن المقصد المصري بات يجمع بين جاذبيته للسائح الأجنبي وتلبيته لاحتياجات الزائر المحلي.
ويرى المراقبون أن استمرار تصدر ألمانيا لأسواق السياحة الوافدة، إلى جانب تنامي الطلب الداخلي، يمنح قطاع السياحة فرصة ذهبية للدخول في موسم الشتاء المقبل بزخم أكبر، بدعم توقعات ارتفاع أعداد الرحلات العارضة من أوروبا، وهو ما يعزز صورة البحر الأحمر كأحد أكثر الوجهات استقرارًا وجاذبية على خريطة السياحة العالمية.