لم تكن هذه الجملة صادرة من داخل مصر ومن فم ابناءها فقط بل انها جاءت من قناة الجزيرة وتحت هاشتاج " كلنا مصر" تغنى المذيعين وكل من يظهر على الشاشة بمصر وأكدوا انها أم الدنيا ورمانة ميزان الشرق الاوسط والعالم كله بلا أدنى شك . وبغض النظر عن كون هذه الكلمات فسرت الماء بالماء ولكنها عكست مرحلة فارقة من تاريخ الشرق الاوسط الحديث وهى ايضا تعيد الى الأذهان والقلوب والمسامع ماقاله الزعيم الراحل محمد انور السادات باللغة الانجليزية " Arab without Egypt are zero. وترجمتها الى العربية تفيد بأن العرب من غير مصر لايساووا شيئا.
وكلنا مصر تعيد ماقاله الراحل الرئيس حسنى مبارك بأن مصر هى حصن المنطقة كلها . هذه الكلمات لم تكن بعيدة عما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه السلطة بأن مهمة مصر هى حماية أمنها أولا وأمن كافة الدول العربية بل أنه ذكر ان الامر " فركة كعب " . كلنا مصر والتى يعرف محتواها الحقيقى المصريين الشعب الوحيد فى العالم كله المتجانس المتحاب المتضامن فى الضراء قبل السراء ، الشعب الذى يعلم جيدا ان جيشه هو حصنه الحصين وانه جزء من تركيبته ففيه ابيه وابنه واخيه وابناء عمومته واعمامه واخواله .
كلنا مصريون ليست مجرد كلمات صدرت تأييدا لموقف مصر بصفة عامة ولموقفها بصفة خاصة بعد أحداث قصف مقر اجتماع وفد حماس فى دولة قطر الشقيقة بل هى تعكس رؤية واقعية لاهمية مصر ودورها فى مواجهة الاطماع الاسرائيلية الجديدة التى أظهرها علانية رئيس وزراءها بنيامين نتانياهو وقال انه سيغير خريطة الشرق الاوسط الجديد وسيصنع دولة إسرائيل الكبرى والتى تمتد من القدس ولبنان وسوريا والاردن والعراق ومصر والسعودية . كلنا مصر هى تلك الجملة التى ترعب اسرائيل حاليا وجعلت كل من فيها من مسؤلين واعلاميين يوجهون الانتقادات والاتهامات الى مصر ويتخوفون من تحركات جيشنا العظيم فى سيناء بل ان القناة ١٤ الاسرائيلية قالتها صراحة على لسان ضيوفها بأن مصر لم تعد صديقة لنا بل انها بالفعل لم تكن يوما كذلك فهم لم يغيروا مناهجهم ويخلقوا اجيال تحبنا فهم يكرهوننا .
الدعاية الاسرائيلية تعمل على قدم وساق لتجيبه العالم ضد مصر واستعطافه من اجل التدخل لاجبار مصر على قبول التهجير من غزة الى سيناء ، اسرائيل الان تعيد تاريخها القديم وتذرف دموع التماسيح من اجل الحصول على دعم عالمى يمحى ماتفعله وفعلته فى غزة من قتل وتدمير ودمار وانتهاكات واغتصاب واعتقال ، اسرائيل الان فى مرحلة ان تكون أو لاتكون وهى من أجل ذلك تؤكد مقولة وحكمة الحية التى هاجمها النمل وتمكنوا منها فصارت تضرب نفسها بنفسها للتخلص من جموع النمل التى تقضى عليها بالبطىء وهى تسارع فى قتل نفسها ظنا منها أنها تقتل النمل .
كلنا مصر كلمات بقلب مصرى ووطنية مصرية قادرة على أن تهزم العالم كله ولما لا فنحن شعب لايعرف وليس لديه وطنا غير وطنه ولايوجد مثل مصر مكان فى العالم يغرينا بأن نتخذه مكانا آخر فمصر البلد الوحيدة فى الدنيا كلها التى لم يسجل التاريخ ان ابناءها كانوا لاجئين الى أية دولة مهما كانت أوضاعهم فهم لايخرجون منها ولايلحأون لغيرها ، خروجهم للعمل ولرفع اسم مصر عاليا ولجؤهم الى الله بأن يحفظ مصر ويعزها ويحميها من كافة الشرور والمكائد ..