كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن أزمة غير مسبوقة ضربت صفوف الكتيبة 51 التابعة للواء "جولاني"، بعدما رفض خمسة من مقاتليها المشاركة في العمليات القتالية داخل مدينة غزة أمس، ووفقا للتقرير، تم إرسال اثنين منهم مباشرة إلى السجن العسكري، فيما جرى إبعاد ثلاثة آخرين، كانوا قد تلقوا علاجا نفسيا وطبيا في جيش الاحتلال، عن ساحات القتال ونقلوا إلى مقر القيادة.
تعتبر هذه الحادثة، التي وُصفت في الإعلام الإسرائيلي بأنها "مؤشر خطير على التصدع الداخلي"، تعكس حجم الضغوط الهائلة التي يواجهها الجنود في غزة بعد أشهر من العمليات المكثفة والخسائر البشرية المتزايدة في صفوف الجيش.
وعلق مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على الواقعة بالقول: "رفض عدد من المقاتلين المشاركة في مهمة عملياتية، وبعد محادثة قيادية ومرافقة من مسؤولي الصحة النفسية، تقرر اتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم."
ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه الحديث في إسرائيل عن تراجع الروح المعنوية داخل بعض الوحدات المقاتلة، خصوصا تلك التي دفعت الثمن الأكبر في المواجهات داخل قطاع غزة، وعلى رأسها لواء "جولاني"، الذي تكبد خسائر فادحة منذ السابع من أكتوبر.
كما يرى خبراء أن هذا الرفض لا يمثل مجرد حادثة فردية، بل يعكس أزمة أعمق تتعلق بتآكل الثقة بين الجنود وقياداتهم العسكرية، إضافة إلى الضغط النفسي الناتج عن طول أمد الحرب وغياب أفق سياسي أو عسكري للحسم. كما أن بروز حالات التمرد داخل وحدات نخبوية كـ"جولاني" قد يشكل إنذارا مبكرا على احتمالات تفاقم التصدع في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بما ينعكس على قدرتها في مواصلة العمليات بالزخم ذاته.