لم يكن يتخيل الشاب الثلاثيني، وهو يدخل بيت عروسه في ليلة الزفاف، أن القدر يُخبئ له مأساة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، ستة أشهر فقط قضاها بين جدران بيت الزوجية.
قبل أن تنهار أحلامه تحت وطأة اكتشاف صادم؛ زوجته التي ظنها سندًا لحياته، كانت تعاني من الصرع والذهان العقلي منذ سنوات طويلة، وأهلها أخفوا الحقيقة.
بداية الحكاية
الحكاية بدأت حين لاحظ الزوج أن أم زوجته هي من تتولى تنظيف المنزل وإعداد الطعام، وكإن زوجته طفلة لا تملك القدرة على خدمة نفسها، تجاهل الأمر في البداية، لكنه مع مرور الوقت اكتشف تفاصيل أكبر.
وذلك عندما اعترفت الزوجة بنفسها أنها مصابة بالمرض منذ عام 2019، أي قبل أن يطرق بابها بخمس سنوات كاملة.
الزوج، الذي شعر أنه وقع ضحية "تدليس وغش"، حمل جرحه وذهب إلى القضاء، بعدما فوجئ بقضية تطالب فيها زوجته بالتمكين من سكن الزوجية بالرغم من دخوله بها بمنزل والدها.
لم يكن يبحث عن انتقام، بقدر ما كان يطالب بحق كاد أن يُسلب منه، وبعد معركة قانونية، انتصر له القضاء بإلغاء قرار تمكين الزوجة من منزل الزوجية، ليعود إليه حقه ويُسدل الستار على زواج لم يكتمل.
وفي تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، قال الاستاذ مينا العسكري، المحامي لدى المحاكم الجنائية والعسكرية والاقتصادية "دفاع الزوج" :" موكلي وقع ضحية تدليس صريح إخفاء مرض نفسي مزمن عند الزواج لا يهدد فقط استقرار الحياة الزوجية، بل يُعد غشًا يبطل الرضا بالعقد وفقًا للقانون.. الحكم الصادر بإلغاء التمكين رسالة واضحة أن العدالة لا تقبل المواربة في الحقائق".