في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل توسيع سيطرتها على الضفة الغربية وتكثيف عملياتها العسكرية في مدن مثل جنين وطولكرم، يتصاعد الجدل حول جدوى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بحسب ما جاء في تقرير نشرته شبكة بي بي سي البريطانية اليوم الأحد.
في مخيم جنين، حيث تعيش المدينة على وقع الاجتياحات العسكرية منذ يناير الماضي، لا تزال صور المأساة الإنسانية تتكرر. ويروي عبد العزيز مجارمة، والد الطفل إسلام (13 عاماً) الذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري، بحزن تفاصيل اللحظات الأخيرة: "كنت بجانبه عندما سقط. لماذا يطلقون النار على الأطفال؟ كان من الممكن أن يقتلوني بدلاً منه."
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أطلق النار لتحييد "تهديد" في منطقة عسكرية مغلقة، لكنه رفض توضيح طبيعة هذا التهديد أو سبب استهداف الطفل.
من جانبه، أكد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن ما يجري في المخيم ليس مجرد "عملية أمنية"، بل جزء من "خطة سياسية تهدف إلى ضم الضفة الغربية ومنع أي مقاومة فلسطينية لهذه الخطط". ويشير إلى أن نحو 40% من مساحة المدينة تحولت إلى منطقة عسكرية مغلقة، فيما نزح ربع السكان عن منازلهم.
ويري جرار أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية – رغم أنه قد يؤدي إلى مزيد من تشديد القبضة الإسرائيلية – يبقى خطوة أساسية: "حتى لو ردت إسرائيل بالمزيد من الاحتلال، يبقى الاعتراف مهماً لأنه يؤكد وجود الدولة الفلسطينية ويدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته."
التحركات الأوروبية الأخيرة – بقيادة بريطانيا وفرنسا – نحو الاعتراف بفلسطين، تكشف حجم الفجوة السياسية مع إسرائيل.
وجدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية قائلاً: "لن تكون هناك دولة فلسطينية. هذه الأرض لنا." بينما يمضي وزراؤه المتشددون في وضع خطط لضم أكثر من 80% من أراضي الضفة الغربية.