قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اعترافات غربية بفلسطين| منعطف تاريخي يربك إسرائيل ويعزز مسار حل الدولتين.. خبير يعلق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مشهد اعتبره الكثيرون تحوّلًا تاريخيًا، أعلنت كلٌّ من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وصفت بأنها فارقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن هذه الاعترافات ليست مجرد موقف سياسي، بل محطة محورية تحمل أبعادًا قانونية ودبلوماسية قد تعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة.

اعترافات متزامنة تكشف تنسيقًا دوليًا

يشدد السيد على أن هذه الخطوة لم تأتِ بمعزل عن المشهد الدولي، بل جاءت في إطار تحركات منسقة تقودها كلٌّ من السعودية وفرنسا لإحياء فكرة "حل الدولتين" بعد سنوات من التآكل والتجاهل. ويضيف أن الاعتراف البريطاني على وجه الخصوص يحمل رمزية مضاعفة، نظرًا لارتباط بريطانيا التاريخي بالقضية الفلسطينية منذ "وعد بلفور"، ما يجعل هذه الخطوة أقرب إلى تصحيح رمزي لمسار طالما اتسم بالانحياز.

رسائل واضحة إلى إسرائيل

يرى الخبير أن الاعترافات الجديدة تمثل رسالة قوية لإسرائيل، مفادها أن المجتمع الدولي لم يعد مستعدًا لمنحها غطاءً مفتوحًا، خاصة في ظل الحرب المدمرة على غزة. ويشير إلى أن هذا التحوّل يعكس تغيّرًا تدريجيًا في المزاج السياسي الغربي، حيث بدأت حكومات كبرى تدرك أن استمرار الصراع دون تسوية عادلة يهدد الأمن والاستقرار العالمي.

البعد القانوني والدبلوماسي

من الناحية القانونية، يوضح السيد أن الاعترافات تعزز مكانة فلسطين كدولة ذات سيادة، وتمنحها أرضية أقوى في المحافل الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية. كما أنها تفتح الباب أمام مساعٍ فلسطينية متجددة للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مدعومة هذه المرة بغطاء سياسي أوسع.

اختبار للقيادة الفلسطينية

غير أن السيد يحذر من أن هذه الاعترافات وحدها لا تكفي لتحقيق التغيير المنشود، إذ تضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولية كبرى تتمثل في توحيد الصف الداخلي وإنهاء الانقسام بين السلطة الوطنية وحركة حماس. فبدون جبهة فلسطينية موحدة ومؤسسات قوية، قد تضيع هذه الفرصة التاريخية.

قلق إسرائيلي وردود غاضبة

في المقابل، يشير السيد إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة تكشف عن مخاوف حقيقية لدى تل أبيب من أن تتحول هذه الاعترافات إلى كرة ثلج، تدفع دولًا أوروبية كبرى مثل فرنسا وألمانيا إلى اتخاذ خطوات مشابهة. ويتوقع أن تلجأ إسرائيل إلى تصعيد ميداني ودبلوماسي لإجهاض هذا المسار ومنع تمدده.

بداية لمرحلة جديدة

يخلص السيد إلى أن اعتراف أربع دول غربية كبرى بدولة فلسطين يشكل تحوّلًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله. فهو يعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية بعد سنوات من الجمود، لكنه في الوقت نفسه اختبار عملي لقدرة الفلسطينيين والدول العربية على استثمار هذه اللحظة التاريخية وتحويلها من خطوة رمزية إلى مسار سياسي متكامل يفضي إلى الدولة الفلسطينية المستقلة.

 

قد لا تغيّر الاعترافات الأخيرة المعادلة على الأرض بشكل فوري، لكنها بالتأكيد تفتح نافذة جديدة للأمل، وتعيد إلى الفلسطينيين شعورًا بأن قضيتهم ما زالت حاضرة في ضمير العالم. وبينما تصف الخارجية الفلسطينية اليوم بأنه "تاريخي"، يبقى الرهان الأكبر على ما إذا كانت القيادة الفلسطينية والعالم العربي قادرين على تحويل هذا الزخم الدولي إلى إنجاز سياسي ملموس يحقق حلم الدولة المستقلة.