قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عادل نصار يكتب: الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل أسقط وعد بلفور؟

عادل نصار
عادل نصار

نصر معنوي.. خطوة على طريق السلام.. هذه الكلمات يمكن أن تصف الواقع الفعلي على الأرض لما أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، واعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين.. هذا الإعلان المدوي والمزلزل لكيان الاحتلال الإسرائيلي المجرم لم يكن متوقعًا يومًا من قبل مجرم الحرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذلك الرجل الميت الذي يعربد حتى يلقى حتفه في النهاية المأساوي.

الزلزال ليس في الاعتراف بدولة فلسطين من جانب دولة أوروبية قوية فحسب، بل من جانب الدولة صاحبة وعد بلفور، الذي أطلقه حينما وعد من لا يملك لمن لا يستحق.. فتخيل بعد كل هذه السنوات أن يحدث موقف مختلف في التعامل مع فلسطين باعتراف علني بالدولة الفلسطينية.

في مقطع مصوّر نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، :«اليوم، ولإحياء أمل السلام وحل الدولتين، أُعلن بوضوح، بصفتي رئيس وزراء هذا البلد العظيم، أن المملكة المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، وفي مواجهة الرعب المتزايد في الشرق الأوسط، فإننا نتحرك للحفاظ على إمكانية السلام وحل الدولتين، ولحظة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد حانت».

هذا الاعتراف سبقته اعترافات قوية من دول أوروبية وغيرها. هذه الاعترافات، وخصوصًا من دول مثل بريطانيا، تمثل تصحيحًا لـ«خطأ تاريخي» مضى عليه أكثر من قرن، في إشارة إلى وعد بلفور. ومع ذلك، يجب الحذر من أن هذه الخطوة، رغم كونها إنجازًا دبلوماسيًا هامًا، ستبقى رمزية ما لم تُترجم إلى إجراءات عملية على الأرض.

هذه الاعترافات خطوة مهمة تحمل دلالات سياسية وقانونية كبيرة، وليست مجرد رمزية. ولا يعني الاعتراف بدولة فلسطين أن الاحتلال الإسرائيلي سيتوقف أو أن العدوان الجاري في غزة سينتهي فورًا، لكنه يرسخ حقيقة أساسية: أن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، أراضٍ فلسطينية، وأن للشعب الفلسطيني حقًا أصيلاً في تقرير مصيره على أرضه.

وهنا ينبغي ذكر أن وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، وجهت تحذيرًا لإسرائيل بشأن أي خطوات لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في إطار رد فعل لندن على قرارها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين.. ورغم هذا التحذير، يبقى السؤال قائمًا: ما هي الإجراءات العملية التي يمكن أن تتخذها بريطانيا تجاه تل أبيب؟

من جهة أخرى، تضم حكومة اليمين الإسرائيلية وزيرًا يُدعى سموتريتش، الذي أعلن صراحة عن نيته ضم أكثر من 80٪ من أراضي الضفة الغربية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

كل هذه الأمور تجعلنا نطرح تساؤلات مهمة حول تأثير اعتراف عدد من الدول الأوروبية بفلسطين على مستقبل عملية السلام وحل الدولتين.. فهل يمكن لهذا الاعتراف أن يعيد الزخم لمفاوضات السلام، أم أنه مجرد خطوة رمزية لا تغير من الواقع على الأرض؟

ملحوظة هامة يجب التوقف أمامها، وذلك بعد أن عدّلت بريطانيا خرائطها الرقمية واستبدلت عبارة "الأراضي الفلسطينية المحتلة" بـ"فلسطين".. فهل هذا يعني تصحيح الخطأ الذي دام سبعين عامًا منذ وعد بلفور، أم مجرد خطوة شكلية لا تعكس الواقع؟ وهل تعكس هذه الخرائط فعلاً المساحة الحقيقية لفلسطين؟

كما كررنا مرارًا، لا يجب أن ننخدع بالمظاهر، فالحقائق التاريخية والسياسية أبعد وأعمق مما تبدو عليه العناوين والخرائط.