قال الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن اليقين يعالج الكثير من أمراض العصر، مثل اليأس والقنوط والكآبة، مشيرًا إلى أن الله- تعالى- أمرنا بالتوكل عليه، فقال: “فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ”.
عبادة اليقين
وأوضح القصبي، خلال تصريح، أن من يتوكل على الله حق التوكل لا يعرف الكآبة ولا اليأس، ويرى الأشياء دائمًا ببشرى واستبشار بالخير، مؤكدًا أن التعامل باليقين مع الله يبعث الطمأنينة في القلب والسعادة في الحياة، وأن الله خلق الإنسان ليحيا حياة طيبة.
وأضاف أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن صفات المتقين جاءت واضحة في القرآن الكريم، وأن على كل مسلم أن يسأل نفسه إن كانت هذه الصفات متوفرة فيه، فإن وجدها؛ حمد الله، وإن لم يجدها؛ سعى بجد واجتهاد للوصول إليها.
وبيّن أن من أهم صفات أهل اليقين الإيمان بالغيب، وهو الذي يجعل الإنسان مستقيم العقل، بعيدًا عن الانحراف، ويسعى في الخير، ويطيع أوامر الله، ويجتنب نواهيه عن يقين بأن الأوامر كلها خير والنواهي كلها ضرر.
وأشار الدكتور القصبي، إلى أن من صفات أهل اليقين، إيمانهم بأن الله وحده سيحاسب العباد يوم القيامة، ويقينهم بأن الرزق بيد الله- سبحانه وتعالى-، فلا العطاء دليل رضا ولا المنع دليل غضب، مستشهدًا بقول الله- تعالى-: “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌۢ بَصِيرٌۭ”.
ونوه أستاذ الحديث، بأن اليقين هو مفتاح الطمأنينة والسعادة، داعيًا إلى السعي لاكتساب صفات أهل اليقين من إيمان بالغيب، وإقامة للصلاة، وتوكل على الله، واليقين بأن الأرزاق مقدّرة بقدر الله العليم الخبير.
مراتب اليقين في القرآن
وقال الدكتور السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن اليقين ومشتقاته ورد ذكره في القرآن الكريم 20 مرة في 14 سورة، مشيرًا إلى أن الله- سبحانه وتعالى- يبين لنا أن اليقين هو أساس كل شيء، وهو الحق الذي لا شك فيه.
وأضاف عرفة، خلال تصريح، أن النبي كان يدعو ربه قائلًا: «اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقًا قسمته لي ورضا من المعيشة بما قسمت لي يا أرحم الراحمين»، موضحًا أن هذا الدعاء يجمع بين الإيمان واليقين والرضا.
وأشار إلى أن اليقين له 3 مراتب ذكرها القرآن الكريم في سورة التكاثر، وهي: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، موضحًا أن الوصول لهذه المراتب يتطلب إيمانًا راسخًا بالله واتباع هدي النبي.