قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التداوي بكلام الله عز وجل أو الشفاء بالقرآن وهو ما يعرف بـ "الرقية الشرعية" هو نهج إيماني مبارك ومُستَحَب في شريعتنا الإسلامية.
الشفاء بالقرآن
وتابع أمين الفتوى في منشور على فيسبوك عن الشفاء بالقرآن: ومع ذلك لم تضع شريعتنا مسمى وظيفيًا مُحدَّدًا كـ "معالج بالقرآن"، بل جعل الأمر متاحًا لكل مسلم، فقد حثَّ الشرع الشريف على أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه، وهو الأصل والأفضل، أو أن يطلب الرقية من شخص يثق في صلاحه وتقواه وعلمه، دون أن يكون ذلك مهنة حصرية لأحد.
وأشار ربيع، إلى أنه يجب التأكيد على أنَّ هذا النهج الإيماني لا يتعارض أبدًا مع الأخذ بالأسباب المادية للعلاج، فالإسلام دين يوازن بين الرُّوح والمادة، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبحث عن العلاج الطبي، حيث قال: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً».
وأوضح أن المسار الصحيح هو أن يسعى المريض أَوَّلًا إلى التشخيص الطبي والعلاج الدوائي، وبالتوازي مع ذلك يستعين بالرقية الشرعية والدعاء طلبًا للبركة والشفاء الكامل من الله.
وذكر أمين الفتوى، أن تحويل الرقية إلى مهنة يقتصر عليها البعض فيه تضييقُ ما وسَّعه الله، حيث يصبح الشفاء بالقرآن حكرًا على فئة معينة، بينما هو متاح لكل مسلم، وفيه أيضًا فتح أبواب الدجل والشعوذة، فقد يستغل بعض ضعاف النفوس حاجة الناس، فيدخلون في ممارسات لا علاقة للدِّين بها بهدف الكسب المادي.
وأوضح أن الجمع بين العلاج الطبي والرقية الشرعية مع فهم أنَّ الشافي هو الله وحده هو المنهج الأسلم الذي يحفظ على المسلم دينه وصحته.
علامات السحر والحسد
ألمح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن الحسد والسحر ذكرهما الله تعالى في كتابه، كما قال: «ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ»، وقوله تعالى «وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5)» الفلق.
وأكد الدكتور محمود شلبي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: أن المسلم يجب أن يعتقد أنه لم ولن يتمكن أي إنسان من إنسان آخر، بخير أو شر إلا بإذن الله؛ كما قال تعالى: « وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».
وواصل: أن السحر والحسد يكونان بلاءً من الله، أو ابتلاءً، موضحًا أن الابتلاء يكون للعبد الطائع الذي يريد الله أن يختبر صبره وإيمانه، وأن البلاء يكون بسبب ذنوب العبد وتقصيره؛ ليكفر الله بالبلاء عنها، كما قال الله تعالى: «نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)» الأنبياء.
وأوضح أمين الفتوى أن العلاج من السحر والحسد بكثرة ذكر الله والحفاظ على الأذكار الموظفة التي منها أذكار الصباح وأذكار المساء، والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، مشيرًا إلى اللجوء إلى الله والافتقار إليه، وقوله تعالى «واستعينوا بالصبر والصلاة».