يقرأ كثيرون القرآن يوميا ابتغاء وسعيا إلى نيل ثواب قراءة القرآن حيث إن لكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، كما أن قراءة القرآن من أسباب نيل الشفاعة يوم القيامة وترفع قارئه درجات الجنة، لذا يتساءل عدد كبير من الناس عن حكم إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الأحياء وفي السطور التالية نتعرف على الحكم الشرعي لهذه الماٍلة الفقهية من دار الإفتاء.
هل يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الأحياء؟
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأصل أن ثواب القراءة يكون لصاحبها، لكن يجوز للإنسان على سبيل الدعاء أن يقول مثلًا: "اللهم هب مثل ثواب عملي هذا أو قراءتي هذه إلى فلان أو فلانة، حيًّا كان أو ميتًا".
وأوضحت دار لإفتاء، عبر فتوى منشورة على موقعها الرسمي، أن هبة الثواب على جهة الدعاء اتفق عليه العلماء مشيرة إلى أن ثواب قراءة القرآن عظيم ويحصل به المسلم على أجور مباركة وحسنات مضاعفة.
متى يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟
أكد الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء، أنه لا يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف، لأن مس المس يشترط له الطهارة، مستشهدا بقول الله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» (الواقعة:79)، والآية -وإن فسرها كثير من الصحابة بأن المقصود بالمطهرين فيها الملائكة- إلا أن تخصيص ذكر وصف «المطهرين» دليل على أن هذا هو شأن المصحف الكريم، ألا يمسه إلا من اتصف بالطهارة.
وقال أمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء إلى أن قراءة القرآن بغير وضوء بدون مس المصحف جائز شرعا، فيجوز أن تردد آيات من القرآن وأنت تسير في الشارع على غير وضوء، وأنت تقرأ من الهاتف المحمول على غير وضوء، لافتًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنبًا فلا يمس المصحف حتى يطهر.
ولفت «شلبي»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم القراءة من المصحف بدون وضوء؟»، إلى أنه يؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مالك في "الموطأ"، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «ألا يمس القرآن إلا طاهر».
هل يجوز قراءة القرآن للحائض من المصحف؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، فيرى جمهور الفقهاء حرمة قراءة الحائض والنفساء للقرآن ومس المصحف، ويرى المالكية جواز قراءتهما القرآن في حال استرسال الدم مُطلَقًا، فإذا انقطع الدم لم يَجُزْ للمرأة القراءة حتى تغتسل إلَّا أن تخاف النسيان، كما ذهبوا إلى جواز مس المصحف لِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه؛ وذلك حال التعلم أو التعليم فقط.
فالأولى العمل برأي الجمهور خروجًا من الخلاف، فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.
وقال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن جمهور الفقهاء حرّمقراءة القرآنللحائض من المصحف، وهذا ما عليه الفقهاء، بينما يرىالمالكية جواز مس الحائض للقرآنلِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه.