تصاعد الجدل بين شركات الأدوية العالمية والحكومة البريطانية بعد تصريحات ديف ركس، الرئيس التنفيذي لشركة إيلاي ليلي الأمريكية، التي تنتج عقار مونجارو المستخدم في إنقاص الوزن، حيث وصف المملكة المتحدة بأنها "ربما أسوأ دولة في أوروبا" من حيث أسعار الأدوية، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وقال ركس في مقابلة مع فاينانشال تايمز: “النظام الصارم لتسعير الأدوية في بريطانيا، الذي يسمح لها بدفع أسعار أقل من الدول المتقدمة الأخرى، قد يحرمها من الحصول على أدوية جديدة ويحد من الاستثمارات المستقبلية في قطاع الصناعات الدوائية.”
وأضاف: "ما لم يتغير ذلك، فلن يروا الكثير من الأدوية الجديدة، ولن يروا الكثير من الاستثمارات."
وتأتي هذه التصريحات في ظل انسحاب أو تجميد استثمارات تتجاوز 1.8 مليار جنيه إسترليني هذا العام وحده، شملت مشاريع لشركات كبرى مثل أسترازينيكا وميرك وبريستول مايرز سكويب، الأمر الذي يهدد مكانة بريطانيا كوجهة رائدة في البحث والتطوير الدوائي.
ويرى قطاع الأدوية أن الحكومة البريطانية مطالبة بإعادة النظر في اتفاق التسعير الطوعي للأدوية المبتكرة، إذ ارتفعت نسبة الخصم الإجباري المفروض على الشركات لتصل إلى نحو الربع من عوائد الأدوية الجديدة بعد زيادة الإنفاق غير المتوقعة من جانب هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وكانت "إيلاي ليلي" رفعت الشهر الماضي سعر مونجارو في السوق البريطانية الخاصة بنسبة وصلت إلى 170%، بعد أن لاحظت الشركة أن بعض المرضى يسافرون من باريس إلى لندن للحصول على الدواء بسعر أرخص.
وفي المقابل، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الشركات لخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة لتتساوى مع الأسعار المعتمدة في الدول الأخرى، حيث قال ترامب ساخرًا: "لدي الكثير من الأصدقاء يعانون من السمنة. يدفعون 1200 أو 1300 دولار في أمريكا، بينما في لندن لا يتجاوز السعر 88 دولارًا… نحن في الحقيقة ندعم بقية العالم."
وبينما أعلنت "إيلاي ليلي" عن استثمار جديد بقيمة 6.5 مليار دولار في مصنع بمدينة هيوستن الأمريكية، يبقى مستقبل صناعة الأدوية في بريطانيا مهددًا بفعل الخلاف المتصاعد بين الحكومة والشركات حول سياسات التسعير والاستثمار.