كشف الدكتور هاشم فريد، أستاذ الزراعة البيولوجية، أن فكرة زراعة اللحوم في المعامل بدأت عام 2013، عندما نجح باحث من جامعة ماسترخت في جنوب هولندا في إنتاج أول شريحة "همبرجر معملي"، بتمويل بلغ نحو 297 ألف يورو.
وأوضح فريد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد دياب في برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أن التجربة جاءت كحل بديل عن اللحوم التقليدية، في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار اللحوم الناتج عن تكاليف تربية المواشي، مثل المراعي والأعلاف والرعاية البيطرية والمضادات الحيوية.
وأشار إلى أن التجربة العلمية اعتمدت على أخذ عينة صغيرة من أنسجة الحيوان، وتم اختيار الخنزير لسهولة توفره في أوروبا، ثم زُرعت الخلايا داخل أوعية معملية خاصة، تم تزويدها بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الأحماض الأمينية، ما سمح للخلايا بالانقسام والتكاثر لتكوين نسيج لحمي يشبه اللحوم التقليدية.
وبيّن أن التقنية تهدف إلى إنتاج قطعة لحم مكتملة من خلية واحدة فقط، وقد أسفرت التجربة عن إنتاج شريحة همبرجر يتراوح وزنها بين 150 و200 جرام.
وأكد فريد أن هذه التقنية ما زالت في مرحلة الجدل العلمي والبحث الأكاديمي، وسط تساؤلات متعددة حول جدواها الاقتصادية، وقبول المستهلكين لها، وتأثيرها على قطاع تربية المواشي.
واختتم بالتأكيد على أن اللحوم المعملية قد تشكل ثورة غذائية مستقبلية، خاصة في ظل التحديات البيئية والغذائية التي يواجهها العالم، لكنها تحتاج إلى تطوير تقني، وخطط تسويقية، وتشريعات واضحة قبل أن تصبح بديلًا حقيقيًا على مائدة المستهلكين.