تشهد العلاقات المصرية الإماراتية خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية غير مسبوقة، تجلت في مستوى التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي والتعاون المشترك في مختلف المجالات، الأمر الذي يعكس متانة الروابط التاريخية التي تمتد لعقود بين البلدين.
وفي هذا الإطار، جاءت الزيارة الأخوية التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مصر ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لتؤكد عمق هذه العلاقات وتجسد حرص القيادتين على دفعها إلى آفاق أوسع من الشراكة الاستراتيجية.
وتحمل الزيارة دلالات بالغة الأهمية، إذ تأتي في توقيت يشهد فيه الإقليم تحديات متسارعة ومتغيرات معقدة، ما يضاعف من أهمية التنسيق المشترك بين القاهرة وأبوظبي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للاستقرار في المنطقة.
كما تبرز الزيارة كرسالة واضحة على قوة التفاهم المتبادل بين البلدين، والرغبة الصادقة في البناء على ما تحقق من إنجازات ملموسة في مجالات الاستثمار والطاقة والبنية التحتية والتعاون الأمني والعسكري.
أشرف غراب: زيارة بن زايد لمصر تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي
وقال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة أخوية إلى جمهورية مصر العربية ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في إطار العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، موضحا أن هذه الزيارة تسهم في تعزيز التعاون بين الدولتين الشقيقين في كافة المجالات .
وأوضح غراب، أن هذه الزيارة تأتي في ضوء تعزيز وترسيخ العلاقات بين البلدين والبناء على ما تحقق من إنجازات، موضحا أنها تؤكد قوة العلاقة بين الدولتين الشقيقتين، موضحا أن مصر والإمارات شريكين رئيسيين في المنطقة تربطهما اتفاقيات استراتيجية عديدة في كافة القطاعات الحيوية.
وأضاف أنه في شهر فبراير الماضي انعقدت الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المصرية الإماراتية المشتركة، وعلى إثرها تم إطلاق المفاوضات حول مشروع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين البلدين، وخلق مناخ من التواصل الدائم بين الدولتين الشقيقتين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، إضافة لتعزيز التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والصناعة والابتكار والتكنولوجيا وتبادل الخبرات وتشجيع القطاع الخاص في البلدين لدخول شراكات صناعية في العديد من القطاعات الصناعية
وتابع غراب، أن التعاون الاقتصادي المصري الإمارات حقق طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، فقد احتلت الإمارات المرتبة الأولى بين الدول المستثمرة في مصر خاصة بعد تنفيذ مشروع تطوير رأس الحكمة باستثمارات تقدر بنحو 35 مليار دولار، حيث يعمل في مصر نحو ألفين شركة في العديد من القطاعات منها الاتصالات السياحة والقطاع المصرفي والمالي والعقاري بجانب الزراعة والأدوية، كما أن مصر تعد خامس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات في التجارة غير النفطية، مضيفا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 5.5 مليار دولار خلال العام الماضي.