قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محلل سياسي: نحن أمام مرحلة انتقالية ترسم خريطة جديدة للقوة في غزة

الدكتور أحمد يونس المحلل السياسي اللبناني
الدكتور أحمد يونس المحلل السياسي اللبناني

تشهد الساحة الفلسطينية الإسرائيلية تطورات متسارعة في ضوء المستجدات الأخيرة المتعلقة بخطة وقف إطلاق النار، والتي وافقت عليها حركة حماس مبدئيا. 

وهذه الموافقة، رغم ما تحمله من مؤشرات على إمكانية تهدئة الصراع، تظهر في العمق أبعادا سياسية معقدة تتجاوز مجرد إنهاء المواجهات العسكرية.  

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد يونس، الباحث السياسي والمحلل السياسي اللبناني، إن يبدو أن موافقة حركة حماس الأخيرة على خطة وقف إطلاق النار تحمل أبعادا تتجاوز مجرد إنهاء المعارك، إذ يمكن النظر إليها كمناورة سياسية محسوبة أكثر منها كتحوّل جذري في الموقف، فالحركة، رغم موافقتها المبدئية، لم تتنازل عن ثوابتها أو تتخل عن مفهوم المقاومة، بل تعاملت مع المبادرة بوصفها فرصة لتثبيت مكاسب ميدانية وإنسانية، خاصة  في ما يتعلق بملف الأسرى وتخفيف حدة القصف، ضمن معادلة تتيح لها البقاء لاعبا رئيسيا في أي تسوية مقبلة.

وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "لكن وقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة التزاما متبادلا أو نهاية فورية للأعمال العسكرية، فالتباينات حول البنود الأساسية، مثل قضية السلاح ومستقبل السيطرة الأمنية، ما زالت قائمة، كما أن حماس أبقت لنفسها هامشا للمناورة عبر ربط تنفيذ الاتفاق بوجود ضمانات وشروط واضحة، ما يجعل المشهد قابلا للتبدل تبعا لمجريات التفاوض وضغوط الميدان".

وأشار يونس، إلى أن يعتمد نجاح هذا المسار بدرجة كبيرة على الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الوسيطة، ولا سيما الولايات المتحدة ومصر وتركيا، في إلزام إسرائيل بوقف التصعيد وتنفيذ التزاماتها.

وتابع: "فقد أظهرت ردود الفعل الأولية أن الحركة استطاعت إعادة بعض التوازن للمشهد السياسي، ودفع تل أبيب إلى التعامل مع الاتفاق كأمر واقع، ولو مرحليا".

وأردف: "مع ذلك، تبقى العقبات أمام التنفيذ الفعلي كبيرة، فداخل إسرائيل، لا يبدو أن هناك إجماعا حول القبول بالمقترح الأمريكي، كما يواجه نتنياهو تحديات داخلية من المؤسسة العسكرية والأحزاب اليمينية الرافضة لأي تنازل". 

وأردف: "يضاف إلى ذلك تعقيد الملفات الميدانية، خاصة في ما يتعلق بإدارة غزة خلال المرحلة الانتقالية، وتحديد الجهات التي ستتولى مسؤوليات الأمن والإعمار، ما قد يفتح الباب لصراعات جديدة، كما أن استمرار المعاناة الإنسانية والضغوط على الأرض قد يهدد أي هدنة مؤقتة بالانهيار".

واختتم: "في المجمل، يشهد المشهد تحولا نوعيا من منطق الحرب المفتوحة إلى مسار تفاوضي أكثر وضوحا، وإن كان هشا، فالمرحلة المقبلة ستحدد ما إذا كان هذا التوقف يمثل بداية لمسار سياسي مستدام أم مجرد استراحة مؤقتة تسبق جولة جديدة من التصعيد، ومن المبكر الحديث عن نهاية الحرب، لكن يمكن القول إننا أمام مرحلة انتقالية قد ترسم ملامح خريطة جديدة للقوة في غزة، شرط أن تتم إدارة التفاهمات بحذر وتحت رقابة دولية تضمن التزام الطرفين، بما قد يمهد لاحقا لاتفاقات أكثر استقرارا واستدامة".