يعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم السينمائي "المنبر" الذي يعد أول فيلم إسلامي تاريخي مصري منذ أكثر من 50 عامًا وفقا لتصريح المخرج فداء الشندويلي، مخرج الفيلم.
وبمناسبة عرض فيلم "المنبر" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يجدر بنا الإشارة وتسليط الضوء على عملية إعداد المادة العلمية والمراجعة التاريخية للفيلم السينمائي "المنبر".
مراجعة الفيلم التاريخية
القصة ترجع إلى طلب مقدم من مؤلف الفيلم فداء الشندويلي، عرضه على الأزهر الشريف، معلنًا عن حاجته إلى متخصص في تاريخ الأزهر للمساعدة في المادة العلمية والمراجعة التاريخية للفيلم الذي يعد عملًا سينمائيًا غير هادف للربح ويتحدث عن الدور الوطني والمجتمعي للأزهر الشريف.
ووفقا لما نشره الدكتور الحسيني حماد، من أساتذة جامعة الأزهر والمتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر، على صفحته على فيس بوك، فقد حرص على اختيار الموضوعات الوطنية منذ مقاومة الاحتلال الفرنسي حتى الجهود في تحقيق انتصار أكتوبر المجيد وكذلك المبادرات المجتمعية للم الشمل ولجنة المصالحات وغيرها بما يربط الماضي بالحاضر وبما يسمح به الوقت الزمني للعرض.

وقد كان للدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ووكيل الأزهر الأسبق، والدكتور حسن يحيى مدير شئون هيئة كبار العلماء حينئذ والأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بالأزهر الحالي، والدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني دور كبير في متابعة ومراجعة محاور العمل والتأكيد على خروجه بما يليق بتاريخ ومكانة ورسالة الأزهر الشريف.

إيقاف التصوير بسبب خطأ لغوي
كما حكى الدكتور رامي دويدار، بكلية الإعلام جامعة الأزهر، قصة ثلاثُ ليالٍ قارصة البرودة قضاها مع نجوم فيلم (المنبر) كمراجعٍ ومدقق لغوي للألفاظ ومخارجها، والذي يحكي جانبًا من مكانة الأزهر الشريف التاريخية شيوخًا وطلابًا، والذي سيترجم إلى جميع اللغات.

وقال دويدار في منشور على فيس بوك: زادتني تلك التجربة إدراكًا لقيمة اللغة العربية ومكانتها؛ فقد كنت ملازمًا لمخرج العمل لحظة بلحظة أجلس حين يجلس، وأسير حين يسير، وأقف إلى جواره قريبًا من الممثلين في تصوير المشاهد، وأعطاني صلاحيةً لا تتاح لسواه، بإيقاف التصوير "استوب" لأي مشهد حال سقوط الممثل في خطأ لغوي؛ حينها أدركت عظمة اللغة العربية التي جعلت الجميع يضعونها وأهلها في مكانة عالية.
وتابع: والحقيقة أنني أشيد بطاقم العمل جميعًا وبالممثلين ذي المكانة الفنية والثقافية الراقية، والذين كانوا على وعيٍ باللغة، متقنين لها سوى زلاتٍ أو أخطاء في كتابة السيناريو لم ينتبهوا لها، وفي مقدمتهم العمالقة الكبار: كمال أبو رية، أحمد عبد العزيز، أشرف زكي، سامح الصريطي، والمبدعون الشباب: أحمد عزمي، عمر السعيد، أحمد حاتم.

كانت تلك الليالي تجربة ماتعة رائعة لم تخلُ من النكات والنقاشات، ولي مع أ. كمال أبو رية مواقف جميلة وطريفة، لا أنسى حينما أوقفت التصوير في أهم المشاهد، والتي رفع فيها المنادى المحذوف أداة ندائه على الابتداء، فقد فكر ثم تدبر ثم تبسم ودارت بيننا مفاكهات بعد ما تنبه للمحذوف.
من هنا أوجه دعوة إلى جميع شركات الإنتاج السينمائي أن تكون لكل منها بصمة تاريخية تُسطر بحروف من نور عندما تصنع عملًا فنيًا عن سيرة ومسيرة الأزهر الشريف؛ فالأحداث كثيرة والمواقف غفيرة، والتاريخ حافل بالمواقف الصالحة لكتابة المئات، بل الآلاف من "السيناريوهات" المتنوعة في الحديث عن مكانة الأزهر التاريخية.