قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رحيل شاب سوهاجي في ريعان شبابه.. أحمد خرج طلبًا للعلم فعاد جثمانًا ملفوفًا بالكفن

الشاب فقيد سوهاج
الشاب فقيد سوهاج

في صباحٍ هادئ، خرج أحمد إبراهيم عبدالغفار، طالب الفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بجامعة سوهاج، يحمل حقيبته ودفتر محاضراته، مبتسمًا كعادته، يودّع والدته التي أوصته بالدعاء في طريقه إلى الجامعة، لم تكن تعلم أن تلك النظرة الأخيرة ستكون الوداع الأبدي.

على طريق "جهينة – سوهاج"، الذي يشهد كل فترة مأساة جديدة، تحوّل الصباح إلى كابوس، دقائق معدودة كانت كفيلة بأن تقلب أحلام شابٍ واعد إلى حزنٍ لا يُوصف.

طريق يخطف روح طالب بكلية الاسنان بسوهاج

سيارة ميكروباص تقلّ مجموعة من الطلاب، وأخرى ربع نقل قادمة من الاتجاه المعاكس، اصطدمتا بقوة هائلة عند مدخل قرية الغريزات، لتنثر الأجساد والكتب على الأسفلت الملطخ بالدماء.

كان أحمد يجلس في المقعد الخلفي، منشغلًا بقراءة ملاحظاته عن إحدى المواد، يستعد لمحاضرته الأولى في يومه الدراسي الجديد. لم يكن يعلم أن القدر كتب له درسًا آخر درس النهاية.

صرخات المصابين، وصوت صفارات الإسعاف التي اخترقت سكون الطريق، رسمت مشهدًا مأساويًا، رجال الإسعاف حملوا جثمان الشاب بعناية، بينما انهار أحد زملائه ممسكًا بيده المضرجة بالدماء، وفي الجامعة، عمّ الحزن أروقتها، وغرقت الصفحات الرسمية لطلاب طب الأسنان بمنشورات النعي والدعاء.

زملاؤه وصفوه بالخلوق الطيب، الذي كان يحلم أن يصبح طبيبًا ناجحًا يخفف آلام الناس، لكن القدر اختطفه قبل أن يداوي أول مريض.

ودّعت سوهاج اليوم أحد أبنائها الذين خرجوا للعلم فعادوا شهودًا على قسوة الطريق، رحل أحمد، وبقيت كُتبه شاهدة على طموحٍ لم يُكمل فصله الأول، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وزملاءه الصبر والسلوان.