تبرز ملامح ترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة؛ في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، مع اقتراب مرحلة ما بعد حماس.
وتشمل هذه الملامح، «حكومة تكنوقراط فلسطينية، لجنة دولية لإعادة الإعمار، تدريبات أمنية في مصر»؛ استعدادًا لمرحلة انتقالية حساسة.
اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري، كشف، في تصريحات إعلامية، عن تفاصيل هذه المرحلة الدقيقة، أشار خلالها إلى أن الجهود تسير وفق خطة دولية لا علاقة لها بذكرى السادس من أكتوبر، كما يتداول البعض.
خطة ترامب وإدارة غزة ما بعد الحرب
في مستهل حديثه، أكد اللواء سمير فرج أن ما يتم الحديث عنه حول بدء تنفيذ خطة إعادة الإعمار في السادس من أكتوبر؛ غير دقيق، موضحًا أن التوقيت مرتبط بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس بأي رمزية تاريخية.
وأوضح أن هناك حكومة تكنوقراط فلسطينية تتولى حاليًا إدارة الشؤون الإدارية داخل القطاع، بينما تتولى لجنة دولية برئاسة ترامب الإشراف على عملية إعادة الإعمار وإعادة التنظيم، وتضم شخصيات دولية بارزة مثل توني بلير ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، إلى جانب عدد من الأطراف العربية والفلسطينية.
تدريب قوات تأمين غزة في مصر
وأشار فرج إلى أن مصر تلعب دورًا محوريًا في إعداد وتأهيل عناصر الأمن الفلسطيني، حيث يتم تدريب نحو 500 فلسطيني داخل الأراضي المصرية؛ ليكونوا نواة لقوات التأمين في غزة بعد خروج حماس من المشهد.
وأضاف أن هذه القوات تضم عناصر من الأحزاب الفلسطينية المختلفة، إلى جانب مجموعة أخرى تتلقى تدريبات في الأردن؛ لتشكّل معًا قوات عربية مشتركة تتولى مهام حفظ الأمن والاستقرار في القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
تفاؤل مشوب بالحذر
رغم تعقيد المشهد، عبّر اللواء فرج عن تفاؤله الحذر بمستقبل الأوضاع في غزة، مؤكدًا أن حماس أبدت مرونة ملحوظة في الآونة الأخيرة، ما قد يفتح الباب أمام تهدئة طويلة الأمد.
وحذر في الوقت ذاته من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة أي خطوات نحو السلام، قائلاً: "نرجو ألا يتلكك نتنياهو أو يفتعل أزمات توقف هذا المسار، لأنه ببساطة لا يريد أن يتحقق السلام".